في توجهٍ جديد لفصل الجماعات الإسلامية "المتطرفة" عن الأزمة السورية، دعت هيئاتٍ إسلاميةٍ سورية، تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، المعروف ب"داعش"، إلى التوقف عما وصفته ب"افتعال الخلافات" مع الفصائل المعارضة، في إشارةٍ لمعارك التنظيم الأخيرة مع فصائل للجيش السوري الحر. ويتبع تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام إلى تنظيم القاعدة، ويضع نفسه كذراعٍ مساعد للتنظيم الذي وجد أرضيةً خصبة في سورية، في غضون بروز إشاراتٍ واضحةٍ عن دعم النظام السوري للتنظيم من أجل حرف بوصلة الثورة السورية أمام الرأي العام العالمي، ولخلق تصورٍ أن ما تشهده سورية ليس ثورة ضد النظام، بل انفلات مدعوم من جماعاتٍ إسلاميةٍ متطرفة. وأصدرت الهيئات الإسلامية السورية، بيانا البارحة الأولى، طالبت فيه "التنظيم بالكف عن التصرفات التي تدعو للفتنة والشر". ولم يفُت الهيئات السورية الإشارة إلى اتهام التنظيم ب"الغلو في تكفير المسلمين"، في وقتٍ اتهمت فيه أيضاً الهيئات الإسلامية "داعش" باحتكار المنهج والتوجه، وإطلاق الأحكام منفرداً. ودعت إلى عدم التدخل في شؤون السوريين، كإعلان دولةٍ لا تملك أي مقومات. وتأتي ردود الهيئات الإسلامية السورية، بُعيد توغل التنظيم ووضع يده على مدنٍ سورية، "الشمالية من البلاد"، وأخذ في تطبيق سياسياته بحق ساكنيها. وكشف ناشطون عن تصفياتٍ يقوم بها التنظيم الذي يفرض قانوناً يراه مشتقاً من الشريعة الإسلامية. وليس بعيداً عن داعش، خرج قائد جبهة النصرة أبو محمد الجولاني، النشط بسورية، والذي يؤخذ عليه طابع التطرف، للقول "لا نعتمد أسلوب تكفير الأفراد والمجتمعات". وأضاف "أن جبهة النصرة لا تطمح للانفراد بصياغة مستقبل سورية، نريد وضع خطةٍ وفق الشريعة الإسلامية". يأتي ذلك فيما لم يغب صوت الائتلاف الوطني عما يعتبره تنامي الإرهاب بسورية، خاصة المدعوم من قبل نظام دمشق وحلفائه، حيث أكد رئيس اللجنة القانونية بالائتلاف هيثم المالح "أن الجميع يريد محاربة الإرهاب"، الذي يعتبر أحد أولويات الائتلاف الأساسية. وأضاف "مشكلة المجتمع الدولي أنه غير قادر على تحديد الطرف الإرهابي بشكل دقيق، كان عليه قبل وضع جبهة النصرة في قفص الإرهاب أن يضع الأسد الذي يمثل الرأس الحقيقي للإرهاب في المنطقة".