بدأ فلاحو واحة الأحساء مطلع الأسبوع الجاري بالتوجه إلى حقول الأرز لحصد عشرات الأطنان من محاصيل الأرز الذي يزرعونه في القرى التي تتمتع تربتها بخصوبة إنتاج الأرز، الذي يشكل لهم مصدر دخل اقتصادي جيد، مقارنة ببقية المحاصيل، وبخاصة في ظل ارتفاع أسعاره التي قاربت هذا العام سقف 35 ريالاً للكيلو الواحد. وقال المزارع محمد الثاني إن "عملية الحصاد تتم خلال شهر ديسمبر الجاري، ولكن المزارعين يبكرون بالحصاد إذا نضجت السنابل؛ مخافة تضررها من الأمطار والإصابة بمرض "صدى القمح"، الذي يصيب سنابل النبات"، فيما يرى من خلال تجربته أن الأرز الذي لم يحصد حتى الآن ولا يزال في السنابل لا يتأثر بمياه الأمطار. واعتبر أن "محصول هذا العام يعتبر جيداً للغاية، لخلوه من الأمراض والآفات التي قد تسبب تناقص الكميات"، بيد أنه علل ارتفاع الأسعار ب"محدودية" زراعته في مناطقه الأصلية وقلة العمالة، والأيادي الوطنية التي تجيد التعامل مع هذا النوع من النباتات الحساسة، فغالبية الأيادي الخبيرة رحلت، ولم يكن من بديل لهم غير ما تبقى من الجيل القديم المعدودين على أصابع اليد". ويعد الأرز الحساوي الأحمر أحد المزروعات التي تشتهر بها واحة الأحساء إلى جانب نخيل التمر. ويشهد إقبالاً كبيرا نظراً لقيمته الغذائية العالية، لاحتوائه على الفيتامينات ومنها A وبي وسي، وكذلك وفرة السعرات الحرارية التي تصل إلى 1800 وحدة حرارية للكوب الواحد، بينما تحتوي أنواع الأرز الأخرى على 800 وحدة فقط. وعلى مدى سنوات طويلة، ظل الأرز الحساوي مائدة غذائية للأحسائيين قبل اكتشاف النفط وبعده.