كشف المدير التنفيذي للهيئة العامة للسياحة والآثار بمنطقة مكةالمكرمة محمد بن عبدالله العمري ل"الوطن"، عن تعاقد الهيئة مع استشاريين عالميين يعملون حاليًا على إعداد خطة الحماية والإدارة لمنطقة جدة التاريخية تمهيدًا لاستكمال ملف تسجيلها في قائمة التراث العالمي بمنظمة اليونسكو، وذلك بعد موافقة المقام السامي على تسجيل الموقع ضمن هذه القائمة. وحول تأخر تقديم ملف "تاريخية جدة"، قال العمري الهيئة العامة للسياحة والآثار تشترك مع أمانة محافظة جدة في العمل على إعادة تأهيل وتطوير جدة التاريخية، ونفذت في هذا الإطار عددا من المهام منها إعداد وثيقة الأساس لمشروع الملك عبدالعزيز للمحافظة على منطقة جدة التاريخية وتنميتها، والتي تكوّنت منها لجان للمشروع على رأسها اللجنة العليا للمشروع برئاسة أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل، كما عقدت الهيئة مع أمانة جدة ورش عمل والمشاركة في تقييم الدراسات التخطيطية الخاصة بتطوير المنطقة، وشاركت في وضع خطة المشروعات التنفيذية للمنطقة. وتابع العمري: "إن الهيئة أكدت في أكثر من مناسبة على أهمية الأعمال التنفيذية في أعمال التطوير لوجود كثير من الدراسات المطلوب تنفيذها في هذا المجال، وقدمت جميع الدراسات والخطط التي يحتاجها مشروع تطوير "جدة التاريخية"، وسبق وأن عقدت اللجنة العليا لتطوير مشروع جدة التاريخية اجتماعًا بعد الأمطار الغزيرة التي هطلت على جدة برئاسة أمير منطقة مكةالمكرمة وناقشت خلاله القضايا التي تعيق الأعمال التنفيذية في جدة التاريخية وآلية معالجتها، وتم إقرار خطة إنقاذية عاجلة تضمنت التأكيد على سرعة تحديد المخاطر ومعالجة الأضرار التي تسبّبها بعض المباني من خلال تدعيم الخطرة منها والآيلة للسقوط واستمرار إخلاء المباني والمحال التجارية الخطرة في المنطقة وقطع الخدمات الأساسية عنها حسبما تقرره الفرق الميدانية مع أهمية سرعة توفير المبالغ اللازمة للإنقاذ والتطوير ووضع الأسس لتحفيز الملاك للمشاركة في الاهتمام بمبانيهم التراثية واستثمارها". وأوضح العمري، أنه أقرت أخيرا ميزانية خاصة لمشروع تطوير جدة التاريخية، والبدء في ترميم 18 مبنى تراثيا، ودعم وتطوير مسار الاستثمار في المنطقة، وترشيح عدد من المباني التراثية للعمل على تطوير أحدها من قبل الشركة السعودية للضيافة التراثية لتكون فندقا تراثيا، إضافة إلى معالجة القضايا المتعلقة بالأوقاف بالتعاون مع وزارة المالية ووزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف، ويجري العمل حاليا على تطوير جدول زمني محدد لإنجاز مشاريع جدة التاريخية، بهدف إبراز ما تتميز به المنطقة من أهمية وقيمة تاريخية وتراثية استثنائية. وبشكل غير مباشر، ألقى العمري إشكالات التأخر في تنفيذ عدد من المشاريع في المنطقة التاريخية على كاهل أمانة محافظة جدة، قائلاً: "لا أخفيكم أنه وبحكم التنظيم المعتمد فإن جدة التاريخية تقع مسؤوليتها بالكامل على البلديات وأمانة جدة، ويكون دور الجهات الأخرى هو دور المساند والداعم فأمانة جدة ومنذ أربعين سنة كانت لديها خطة متميزة - قبل إنشاء هيئة السياحة والآثار وقبل ضم الآثار لهيئة السياحة قبل سنتين، حيث كانت الآثار مرتبطة بوزارة التربية والتعليم - ولكن هذه الخطط لم تطبق على أرض الواقع لأسباب كثيرة أهمها الميزانيات وصكوك الملكية والأوقاف ونظام الحكر وغيرها من الأسباب التي نتمنى أن تجد لها الأمانة حلولا في القريب العاجل". كما استند العمري في تعليقاته على ما أكده رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان، في أكثر من مناسبة من أن تقديم ملف تسجيل جدة التاريخية لدى اليونسكو أخذ أكثر مما يجب إعلامياً، وبأن اليونسكو ليست قضية صعبة أبدا، عندما يصبح العمل في مساره الصحيح، وجدة التاريخية تبقى موقع تراث عمراني تم تسجيله في اليونسكو أم لم يسجل. وكان مدير عام العلاقات العامة والإعلام بالهيئة العامة للسياحة والآثار ماجد علي الشدي، قد ذكر ل"الوطن"، أن ملف "جدة التاريخية" سيصوت عليه في الدورة ال38 من قبل لجنة التراث العالمي التي ستعقد بالعاصمة القطرية الدوحة في يونيو المقبل.