لم يكتف الدارسون في الخارج بوضع بصمتهم العلمية والدراسية في دول الابتعاث، بل سعى كثير منهم لنشر معاني الدين الإسلامي من حيث المعاملة، خصوصاً في الأعمال التطوعية، والتي يسعون من خلالها إلى نشر رسالة السلام، والتعاون والترابط بين الشعوب. وقال رئيس النادي السعودي في جامعة بوسطن يوسف علي الراجحي ل"الوطن": إن الملحقية الثقافية على تواصل مستمر مع الأندية السعودية، لتقديم الدعم المادي والمعنوي، والتشجيع على إقامة أنشطة ثقافية، واجتماعية، لتطوير الوعي الفكري والثقافي للدارسين، وإقامة احتفالات بالمناسبات لتخفيف متاعب الغربة"، مشيراً إلى ما تقوم به مديرة الشؤون الثقافية الدكتورة موضي الخلف من دور بارز في هذا المجال. وذكرت الطالبة المبتعثة في جامعة "يوماس بوسطن" أزهار الغريب، أنها عرضت على الملحقية فكرة إنشاء لجنة تطوعية في بوسطن مهمتها خدمة الطلبة الجدد من حيث إيجاد السكن، وفتح الحسابات البنكية، والاستشارات الاجتماعية، وقامت الملحقية بدعم الفكرة وتبنيها. وأوضحت أن اعتماد اللجنة التطوعية تزامن مع اليوم العالمي للتطوع، حيث شهدت انضمام أكثر من 50 مبتعثا ومبتعثة، للفريق الذي يعمل تحت الإشراف المباشر من قبل الملحقية الثقافية. وقال المبتعث في بوسطن محمد الحامد، "إن الابتعاث فرصة لإبراز المواهب، وعند وصولي لبوسطن قبل حوالي ثلاثة أشهر، تبنت موهبتي الرياضية الملحقية الثقافية"، مؤكداً أن الهدف من الابتعاث ليس الحصول على الشهادة فقط، بل الاختلاط بالمجتمعات، وتعلم الثقافات، والعمل الجماعي، وإبراز المواهب المخفية التي تنتظر الفرصة لتظهر في الوقت المناسب. ويشير الحامد إلى مشاركته في احتفال العيد المنصرم، حيث تم منحه شهادة شكر من الملحقية نظير مجهوداته. يذكر أن مدينة بوسطن مجال خصب للتطوع، حيث تعد من أقدم المدن التاريخية الأميركية، وتتميز بعراقة جامعاتها، ومنها جامعة هارفرد، كما تعرف باسم "قبلة العلم"، ويوجد بها نحو 2000 مبتعث يتلقون تعليمهم في أفضل الجامعات عالمياً، وتسعى الملحقية لدعم الطلبة وتوجيههم للجامعات ذات التصنيف العالي مثل "هارفرد" و"MIT"، و"بوسطن" وغيرها. وتشبه اللجنة التطوعية التي تم تشكيلها، برنامج "فزعة" التطوعي، والذي تقوم عليه مجموعة من الطلبة بولاية سان دييجو، ويقودها المبتعث عبدالله العريج، إضافة إلى مبادرة أخرى نفذها 150 عضوا بالكشافة الجوالة من مختلف جامعات المملكة، بالتعاون مع الصندوق الكشفي العالمي في مقاطعة "ويلز" البريطانية، تمثلت في برنامج تطوعي لمدة يوم واحد باسم "مشروع خدمة بحيرة ماجك"، حرص المشاركون خلاله على تنظيف البحيرة من كل الشوائب والنفايات القريبة منها. وجاءت هذه المشاركة التي تعد ضمن الخدمات المقدمة للمحافظة على البيئة الطبيعية من ضمن الأهداف الرئيسة التي تسعى إليها "جمعية الكشافة السعودية" لمشروع "رسل السلام"، ولفت هؤلاء المتطوعون انتباه زوار ومرتادي البحيرة، الذين شاركوهم في مهمتهم، مبدين إعجابهم بتفاني الفريق في مهمته الاجتماعية.