أكد إمام وخطيب مسجد قباء الشيخ صالح المغامسي، أن العناية بالمساجد التاريخية "دين وملة وقربة"، وفي الوقت نفسه إحياء لتاريخنا المجيد، إحياء شرعيا، ولا يُمكن القول إنه إحياء بدعي، مشيرا إلى أن المسلمين ومن ناحية عاطفية يريدون من خلال العناية بالمساجد التاريخية الفرح بتاريخنا وإقامته. وأشار المغامسي خلال مشاركته أمس في ورشة عمل "العناية بالمساجد التاريخية" المقامة ضمن ملتقى التراث العمراني الثالث بالمدينةالمنورة، أن المملكة زاخرة بمساجد تاريخية كثيرة، ولا يملك أحد أن يقول إن لأي مسجد غير المساجد التي تشد لها الرحال فضلاً للصلاة فيها، ولكن المساجد التاريخية لها أهميتها في تاريخ المسلمين وتاريخ الدولة. وأبان أن كلمة (التاريخية) جاءت صفة ل(المساجد). وتساءل: متى نقول إن هذا المسجد تاريخي؟ وأجاب: إذا ارتبط المسجد بشخص أو حدث، وهذا الشخص أو الحدث له بريق في تاريخ المسلمين المجيد، يمكن الاصطلاح على تسمية هذا المسجد (مسجدا تاريخيا). وأضاف: "المملكة زاخرة بمساجد لا يُمكن حصرها من هذا الباب، ولم يقل أحد من القائمين على الهيئة العامة للسياحة والآثار، ولا القائمين على وزارة الشؤون الإسلامية، ولا غيرهم، لم يقل أحد إن أحدا يملك أصلا أن يقول إن هذه المساجد الصلاة فيها فيه فضل، وهذا ليس لأحد، هذا أمر حُسم وقضي، (اليوم أكملت لكم دينكم). لكن هذه المساجد التاريخية نحن معشر المسلمين قبل كل شيء نملك عواطف، ونُريد أن نفرح بتاريخنا ونُقيمه سامقا، ونأخذ مثلا المسجد المعروف الآن بمسجد القبلتين، هذا كان في حي من الأنصار، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: يا بني سلمة دياركم تُكتب آثاركم، هذا لما رغبوا الانتقال إلى المدينة، وعقلا نقلا لم يقل أحد من علماء المسلمين إن الصلاة فيه فيها فضل كذا وكذا، لكن للإنسان عقل ونقل، وعندما يأتي إلى منطقة ويعلم أن الأنصار بيقين كانت لهم بيوت هنا وكان أهالي الحي يُصلون في هذا المسجد، ولا يُعقل أن هذا لا يُحدث أثرا في نفسك، نحو الإسلام ونحو تاريخك، ونحو البلد الذي تنتسب إليه، تفخر أن هذه البلاد تضم مثل هذه البقعة المباركة الطيبة، وهي قبل كل شيء بيت من بيوت الله، فكيف إن علمت أن الأنصار الأخيار الذين ناصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلّوا هنا؟ هذا مثال عن مسجد القبلتين مسجد بني سلمة. وقال المغامسي: إن مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة على وجه الخصوص، وهي أكثر مدن المملكة الزاخرة بهذه المساجد التاريخية التي لها أثر، وغالبية مساجد المدينة التاريخية ترتبط بحدث ويُذكر بالسيرة العطرة للرسول صلى الله عليه وسلم.