تحولت أمسية تكريم الشاعر الإماراتي الدكتور شهاب محمد غانم في إثنينية عبدالمقصود خوجة إلى احتفالية شعرية صفق لها الجمهور وأثارت دهشة الشاعر الذي لم يتحدث إلا عن محطات مهمة في حياته، لعل من أهمها رحيل أسرته عن اليمن مسقط رأسه إلى الإمارات العربية المتحدة، ومكانة أسرته التي وصفها الدكتور محمد علي البار بأنها أسرة اشتهرت بالشعر والأدب والعلم والصحافة، فجده لأمه محمد علي لقمان أول من أسس صحيفة مطبوعة في الجزيرة العربية، ووالده من أوائل خريجي الجامعة الأميركية في بيروت من الخليجيين. وردا على سؤال "الوطن" وحول دور الأدب في بناء الحضارة والمدنية، حيث يعتقد الكثيرون أنه عالة على المدنية، قال غانم: تشرشل حين سئل لو خيرت بين بريطانيا وشكسبير ماذا تختار فقال اختار شكسبير. وللأسف في عالمنا العربي لم يعد الأدب يثير اهتمام الناس مع أنه هو منشئ كل حضارة ومدنية، كما قال طه حسين، ولعل تعلم اللغة العربية على أصولها هو ما تفتقر إليه مناهج التعليم في العالم العربي، فقد كان جيلنا يتبارى في الشعر ويحفظ الكثير من النصوص الأدبية، لكن الأجيال الحالية منشغلة بالتقنيات. بدأت الاحتفالية بكلمة ترحيبية لمؤسس الإثنينية عبد المقصود خوجة قال فيها "ضيفنا الكبير له مع العلوم التطبيقية شأن يليق بقيمته وقامته، فأبدع وأجاد، وإنه لمكان تكريم وحفاوة لمنجزه العلمي والثقافي، ويعد من أبرز الشعراء الإماراتيين، ساهم في تأسيس الحركة الثقافية والشعرية في الإمارات وترجم الكثير من الشعر العربي والإنجليزي". وسرد الدكتور محمد علي البار شيئا من سيرة الضيف وعلاقة الطفولة التي ربطته به، كما ذكر أنه أول من ترجم قصيدة "يا الله" للشاعرة الهندية الشهيرة المرشحة لجائزة نوبل - بحسب البار - كملا ثريا، وقد ترجمها قبل أن تعلن الشاعرة إسلامها. وفيما اعترف غانم بأنه تهيب موقف تكريمه قائلا: "حين دخلت موقعها الإلكتروني تهيبت أمام مكانة الأشخاص الذين احتفت بهم، ومن بينهم أساتذتي وأصدقاء لوالدي، مثل الشاعر الراحل عبد الله بلخير الذي زامل والدي في الجامعة الأميركية وأحمد باكثير وغيرهم"، وألقى عددا من قصائده، فصل بينها بالحديث عن بعض ذكرياته في الهند واليمن والإمارات. "أغنيتي" طاغور* ترجمة: شهاب غانم أغنيتي هذه ستلف موسيقاها حولك، يا طفلي، مثل ذراعيّ الحب المولعتين. وأغنيتي هذه سوف تلمس جبينك مثل قبلة مباركة. وعندما تكون جالساً لوحدك سوف تجلس بجانبك وتهمس في أذنيك، وعندما تكون في حشد فسوف تبني حولك سياجا من الترفع. سوف تكون أغنيتي مثل جناحين لأحلامك، وسوف تحمل قلبك إلى حافة المجهول. وسوف تكون مثل النجم المرافق في الأعالي عندما يكون الليل المظلم فوق طريقك. سوف تسكن أغنيتي في بؤبؤ عينيك، وسوف تحمل بصرك إلى قلب الأشياء. وعندما يخرس الموت صوتي، سوف تبقى أغنيتي تتحدث في قلبك الحي. * شاعر هندي