أعلن رئيس هيئة السياحة والأثار الأمير سلطان بن سلمان إطلاق برنامج "عيش السعودية" الذي يستهدف مليون طالب وطالبة من الجامعات السعودية لزيارة المواقع التاريخية والأثرية الأسبوع المقبل، مؤكدا إنفاق أمانات المناطق ما يزيد عن مليار ريال العام الماضي لدعم وتجديد المواقع التاريخية والتراثية بالمملكة. وأبدى الأمير سلطان خلال انطلاق فعاليات ملتقى التراث العمراني الوطني الثالث في منطقة المدينةالمنورة مساء أول من أمس، استياءه من تسمية "القرى التاريخية" ب "القرى القديمة"، معلنا صدور نظام الآثار الجديد باسم "نظام الآثار والتراث العمراني". وفي كلمته الافتتاحية قال الأمير سلطان إن اتخاذ (التراث العمراني الوطني .. من الاندثار إلى الازدهار) منطلقه التحولات الهائلة التي تحدث أمام أعيننا كالحلم، ولذلك فقد اتخذ هذا الملتقى شعارا قررنا أن يكون مستديما لجميع الملتقيات القادمة بإذن الله، وهو (التراث العمراني الوطني.. من الاندثار إلى الازدهار). معلنا أنه وبالتفاهم مع أميرها ستستضيف منطقة عسير الملتقى القادم، وأضاف: نيابة عن أخي سمو الأمير فيصل بن خالد أدعوكم جميعا لأن تتهيؤوا لأن نلتقي في مكان يعج بالتراث وبقصة هذا الوطن، وإحدى صفحات تاريخ هذا الوطن العظيم. واضاف: "التحول المشهود للتراث العمراني الوطني يأتي لتحقيق توجيهات وأوامر سامية من مقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز يحفظه الله، بأن نركز على الاعتزاز بهذا التراث العظيم، ونجعله جزءا لا يتجزأ من قراءة تاريخنا الوطني وملحمة توحيد بلادنا، هذه البلاد المستقرة المطمئنة المزدهرة التي تنطلق نحو المستقبل بهذه السرعة الهائلة في خضم هذا العالم المضطرب". وأشار إلى أن الهيئة تعمل بالشراكة مع عدد من الجهات والمجتمعات المحلية في مواقع التراث العمراني ما أدى إلى نجاحها. وقال: "الهيئة العامة للسياحة والآثار تعمل في مئات المواقع الممتدة عبر إطار بلادنا الغالية الشاسعة، وتعمل مع آلاف المواطنين وعشرات المسؤولين وعشرات الجهات المتنوعة باختصاصاتها، وهي تعمل ضمن مشروع معقد وصعب، ولكنه مشروع قام على أساس الشراكة". وأضاف: "نحن لا ننظر إلى مواقع التراث العمراني لأن نحولها إلى مواقع معاشة فقط، بل الأهم من ذلك الأجيال القادمة، التي لا يُمكن أن تعيش في انفصام شخصية، ولا يُمكن أن تعيش وهي منفصلة عن تاريخ بلادها وتاريخ هذه الملحمة الوطنية العظيمة، فلا يُعقل أن نعيش في هذا البلد الآمن المطمئن المزدهر، البلد الذي يقود الحوار بين الأديان، والحوار العالمي بين الحضارات، بلد الكرم والأخلاق وقبل كل شيء بلد الإسلام، أن نعيش في انعزال تام عن ملحمة تكوين وتوحيد وتأسيس هذا البلد، وهذا هو الشيء الذي يحدث اليوم، ما يُقرأ في الكتب شيء، ولكن أن تعيش التجربة وتقابل أهالي بلادك وأهالي هذه المناطق كبارهم وصغارهم فهو شيء آخر، فنحن نقوم اليوم بإعادة الحياة للمواقع التي انطلقوا منها في توحيد بلادنا، حيث لا يوجد مواطن اليوم إلا وساهمت أسرته وقبيلته وقريته ومدينته في بناء هذا الوطن، وبعد ذلك لا يُمكن اليوم أن يسمح لأيّ كان، هذه توجيهات القيادة، بالتعدي ولو على طوبة واحدة في تراث هذا الوطن. يذكر أن الملتقى يعقد بمشاركة (100) باحث ومسؤول ومختص في التراث العمراني من داخل المملكة وخارجها، يناقشون على مدى خمسة أيام سلسلة من قضايا التراث العمراني من خلال (36) بحثاً علمياً خلال الجلسات العلمية وورش العمل والدورات المتخصصة، طارحين محاور تشمل الوعي الاجتماعي بقيمة التراث العمراني وتأثيره في المحافظة عليه، ومجالات مشاركة المجتمع المحلي في المحافظة على التراث العمراني واستثماره، ودور المرأة في التراث العمراني، والتأهيل والاستثمار في مجال التراث العمراني وتنميته، وتمويل مشاريع التراث العمراني، إلى جانب عرض عدد من التجارب المحلية والعالمية في التمويل والمحافظة على التراث العمراني وإعادة تأهيله وتوظيفه اقتصادياً، وتجارب أصدقاء التراث العمراني. ويتضمن برنامج الملتقى تنظيم كثير من الفعاليات والأنشطة المصاحبة والمعارض المتخصصة في مجال التراث العمراني، وكان الأمير سلطان وأمير منطقة المدينةالمنورة الأمير فيصل بن سلمان قد زارا معرض "لون مع الرياض" ضمن فعاليات الملتقى، واطلعا على لوحات الأطفال، وشاركاهما الرسم. إلى ذلك دشن أمين أمانة منطقة المدينةالمنورة الدكتور خالد طاهر على هامش الملتقى عدد من المتاحف ومشاريع التراث العمراني في المدينةالمنورة والتي تمثلت في جائزة أمير المدينة لأفضل مسكن بالتراث المميز وقدرها مليون ريالا . كما أكد أمين الأمانة مبادرة أمير المنطقة بإنشاء مدينة تراثية تقع في حديقة الملك فهد المركزية بالمنطقة على مساحة 25 ألف متر مربع, وتأسيس إدارة للتراث العمراني، إضافة إلى افتتاح أول فرع للجمعية السعودية للحفاظ على التراث.