تسبب خطأ تقني في نظام "التكامل" الإلكتروني الخاص بوزارة التربية والتعليم في حدوث عجز بعدد معلمي الدراسات الاجتماعية والوطنية بمنطقة تبوك، مما أسهم في إرباك الحركة التعليمية والتربوية طيلة الأشهر الماضية داخل بعض المدارس. وقالت مصادر بتعليم تبوك ل"الوطن"، إن العجز في عدد معلمي الاجتماعيات خلال العام الدراسي الجاري يقدر ب60 معلماً، وإنه جاء نتيجة خطأ أحد الموظفين العاملين في إدخال بيانات الاحتياج بنظام التكامل الإلكتروني، فبدلاً من إدخاله الاحتياج الصحيح ب78 معلما، رصد 18 معلماً فقط، ولفتت المصادر إلى أن العجز لا يقتصر على "الاجتماعيات" فقط، وإنما يمتد لبعض التخصصات الأخرى والتي لم تسمها. من جانبهم، أبدى عدد من معلمي التخصص ومديري المدارس المتضررة ل"الوطن"، استياءهم الشديد جراء حالة الإرباك الحاصلة نتيجة الأخطاء التقنية، مؤكدين أن الضرر كبير على مستوى الطلاب، خاصة أن اختبارات الفصل الدراسي الأول لم يتبق على بدايتها سوى 4 أسابيع. وأوضح أحد مديري المدارس – رفض الكشف عن هويته - أنه منذ عدة أشهر وهو يطالب بتأمين معلم اجتماعيات لمساندة المعلم الأساسي بالمدرسة، الذي تجاوز نصابه الحد القانوني 24 حصة، إلا أن شؤون المعلمين بتعليم المنطقة لم تتعاون معه بهذا الخصوص، مبينا أنه لجأ إلى تخفيض الخطة الدراسية لحل المشكلة موقتاً، وطالب بسرعة توفير بديل لسد العجز في هذا التخصص. فيما ذكر أحد معلمي الاجتماعيات – فضل عدم ذكر اسمه - أنه تلقى الأسابيع الماضية خطاباً من تعليم تبوك، يجبره على "الندب" في مدرسة أخرى لتسديد العجز، مؤكداً أن القرار جاء في وقت لا يخدم الطالب، الذي هو محور العملية التعليمية، ومضى قائلاً "القرار جاء بنهاية الفصل الأول، وهذا فيه إرباك لي وتأثير على منهج طلابي في مدرستي السابقة"، مطالباً الوزارة بمحاسبة المتسبب في ذلك الخطأ وحل المشكلة، إن كانت مصلحة الطالب تهم الوزارة - حسب وصفه -. إلى ذلك، أشار مدير إدارة الإعلام التربوي والمتحدث الرسمي لتعليم تبوك علي القرني، إلى أن إدارات التعليم لا تقوم برفع الاحتياج، بل يحتسب ذلك عن طريق الوزارة مباشرة عبر نظام التكامل الإلكتروني، وهذا معمول به منذ 10 أعوام، وأردف بالقول "نظام التكامل إلكتروني وليس عملا فرديا يؤديه موظف أو موظفون ويدار عن طريق الوزارة". ونفى القرني وجود أي عجز في تخصص الاجتماعيات، إذ قال "لا يوجد عجز حاليا في المنطقة"، مستدركاً حديثه أن موضوع العجز في عدد معلمي الاجتماعيات بالمنطقة كان قبل بداية العام الدراسي الجاري، وتمت معالجته عبر عدد من الإجراءات التي قامت بها إدارة شؤون المعلمين وفق الاحتياج وتوزيع المعلمين.