لازمت الظروف السيئة مهاجم الشباب والمنتخب السعودي لكرة القدم نايف هزازي، وذلك في كل مرة يعود فيها إلى مستواه القوي، حيث تواجهه ظروف تخرجه عن المسار الطبيعي في المنافسة على لقب الهداف. وجاء قطع الرباط الصليبي الذي تعرض له هزازي أخيراً، ليوقف توهجه مع الشباب الذي أعاد اكتشافه بعدما غاب طويلاً مع فريقه السابق الاتحاد. بداية المشوار وبدأ هزازي مشواره مع الفريق الاتحادي الأول في يناير 2006 وشاركه في كأس الأمير فيصل بن فهد، وكان عمره وقتها 18 عاماً، وبرز بشكل لافت بعد ذلك بعامين، حيث نجح لخطف الأنظار مع فريقه في الدوري، وكانت أول مباراة يشارك فيها أساسياً ضد فريقه الحالي الشباب، حيث نجح في تسجيل أحد أهداف المباراة، التي كسبها الاتحاد في ذلك الوقت. الرباط الأول وفي الموسم الذي يليه، تعرض هزازي لقطع في الرباط الصليبي في الركبة اليمنى، أثناء مشاركته مع المنتخب السعودي الأول ضد ماليزيا في مباراة ودية، وعانى طويلاً منها قبل أن يعود مجدداً للركض، لكن بريقه خفت قليلاً، وانخفض مستواه بصورة لافتة. مشكلة عاطفية وبعد أن استعاد هزازي قليلاً من مستواه، بدأ يعود تدريجياً، لكن واجهته ظروف سيئة، كانت هذه المرة عاطفية، وتحديداً في العام الماضي بعد الإعلان رسمياً عن ارتباطه بالفنانة اليمنية بلقيس فتحي. وواجه هزازي مع هذا الإعلان حملة كبيرة من بعض وسائل الإعلام خصوصاً أن الحدث كان الأول من نوعه للاعب كروي سعودي مع فنانة، ما أثر على اللاعب نفسياً، وازداد الأمر سوءاً مع بقاء إدارة الاتحاد في موقف المتفرج، دون أن تتخذ أي إجراء من شأنه حمايته والوقوف معه، بل دخلت في مشكلات معه حول مستحقاته، وكثرت رحلاته إلى دبي للقاء خطيبته، وتجهيز منزل الزوجية. وتناقلت بعض وسائل الإعلام السعودية والخليجية أنباء وشائعات عن مغادرة هزازي للاتحاد إلى أحد الأندية الإماراتية، ليكون قريباً من خطيبته، الأمر الذي أثر كثيراً على تركيز اللاعب مع ناديه، ودخل في صدامات مع مدربه الإسباني في ذلك الوقت راؤول كانيدا، الذي أبقاه كثيراً على دكة الاحتياط. وأثر بقاء هزازي احتياطياً على مستواه، حيث شارك مع الاتحاد في دوري زين للمحترفين في 18 مباراة لم يسجل فيها إلا هدفاً واحداً أمام هجر في تأكيد على حجم المشكلات التي عاناها في تلك الفترة. استعادة البريق وبعد تعاقد الشباب مع هزازي الصيف الماضي، انقسمت جماهير الليث ما بين مؤيد ومعارض، حيث رأى المرحبون أن الفريق يحتاج خدماته بشدة في ظل التكتيك الذي كان ينتهجه في ذلك الوقت المدرب البلجيكي برودوم، في حين كان المعارضون يعدون التعاقد معه مغامرة كبيرة لتراجع مستواه، لكنه خالف توقعات المتشائمين واستعاد بريقه سريعاً وخطف الأنظار، ونجح في تسجيل 10 أهداف في 10 مباريات في دوري جميل. استقرار وبدا هزازي هذه المرة أكثر عزماً وإصراراً على العودة إلى مستواه الطبيعي، وبادر بعد مضي أشهر بسيطة على التحاقه بالشباب إلى إعلان خطوبته على كريمة إحدى الأسر المعروفة في جدة رغبةً منه في الاستقرار، وهو ما انعكس عليه داخل المستطيل، ونجح في العودة لتمثيل المنتخب. انتكاسة جديدة واصطدمت هذه الرغبة الكبيرة لهزازي بالتألق، مرة أخرى بالحظ السيئ، حيث تعرض لإصابة جديدة بقطع في الرباط الصليبي، لكن هذه المرة في الركبة اليسرى، بعد احتكاكه بمدافع الأهلي محمد أمان في الجولة ال11 من دوري جميل، وكان قبلها أحرز هدف الفوز الوحيد لفريقه، حيث أجرى اللاعب بعدها مباشرة، عملية الرباط الصليبي، مؤكداً نيته العودة سريعاً إلى الملاعب.. لكن السؤال: هل يستطيع استعادة بريقه ومستواه الذي كان عليه سابقاً، وكم سيحتاج من الوقت ليحقق ذلك؟