اتهم ناشطون حزب الله بتأجيج الصراعات المسلحة في البلدة، عبر الانحياز لمقاتلي جبل محسن العلويين، وإمدادهم بخبراء عسكريين ومقاتلين على الأرض، فضلاً عن تموينهم بالمزيد من السلاح. وأضافوا أن سياسة الحزب الطائفي تهدد بإشعال حرب مذهبية في كامل أنحاء لبنان، ودعوا الدولة اللبنانية إلى التدخل وفرض هيبتها. في غضون ذلك، خيم الهدوء الحذر أمس على مدينة طرابلساللبنانية، رغم وقوع بعض الاشتباكات المتقطعة، حيث قتل رجل في تجدد للاشتباكات بين سنة وعلويين. وبهذا ترتفع حصيلة الضحايا نتيجة المعارك المتجددة في المدينة على خلفية النزاع السوري منذ السبت الماضي إلى 11 قتيلا و61 جريحا، بينهم 12 عسكرياً في الجيش اللبناني الذي يعمل على ضبط الوضع والرد على مصادر النيران، بحسب ما قال مصدر أمني مطلع. وأضاف المصدر أن الاشتباكات المتقطعة استخدمت فيها الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية وقذائف الهاون. وتسببت المعارك باحتراق عدد كبير من السيارات والشقق السكنية. وجاء التصعيد بعد تفجير في مبنى من 3 طوابق يقع في جبل محسن على تخوم باب التبانة، ما أدى إلى انهياره. واتهم المتحدث باسم الحزب العربي الديمقراطي عبد اللطيف صالح مسلحين تسللوا من باب التبانة وفخخوا المبنى ثم فجروه. وتأتي هذه التطورات في الوقت الذي أعلن فيه رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي أمس عن إجراءات جديدة ستتخذ على الأرض في طرابلس لوضع حد للأحداث الجارية فيها، معرباً عن أمله في أن تترجم هذه الخطوات على الأرض خلال الثماني والأربعين ساعة المقبلة. وكان صوت القذائف الصاروخية والقنابل قد سمع بصورة متقطعة في المدينة، فضلاً عن رصاص القنص الذي استهدف الطريق الدولية في باب التبانة وخطوط التماس بين جبل محسن ومحيطه. وشهدت شوارع المدينة البعيدة عن أماكن المعارك، زحمة سير خانقة بعدما تأكد المواطنون من انحسار المعركة، فخرجوا إلى أعمالهم وقضاء حاجاتهم، إلا أن الوضع عاد في ساعات الظهر إلى التوتر وخلت الشوارع من الناس. كما قامت القوات الأمنية بتعزيز عناصرها، حيث وصلت دفعة جديدة من عناصر قوى الأمن الداخلي بلغ عددها 500 عنصراً إلى سرايا طرابلس، على أن يتم تعزيزها لاحقاً بقوى جديدة مؤلفة من 90 عنصراً من طاقم المصفحات. وعلم أن القوى الأمنية ستتحرك وفق الأوامر التي ستصدر عن مجلس الأمن الفرعي الذي ترأسه محافظ الشمال بعد إطلاع وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال مروان شربل على جهوزية القوة. كما نفذ الجيش اللبناني عمليات دهم في جبل محسن والتبانة حيث صادر أسلحة وذخائر، وأفاد مصدر أمني أن عدد الجرحى العسكريين بلغ 16 بينهم ضابطان. من جهة ثانية، أمر مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر بتوقيف 8 أشخاص في أحداث طرابلس الأخيرة بينهم حاتم الجنزرلي، وطلب معرفة هوية نحو 60 آخرين لاتخاذ الإجراء القانوني في حقهم. كما طلب سوق الموقوفين إلى دائرته لاتخاذ الإجراءات في حقهم. إلى ذلك، أعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وضع مدينة طرابلس تحت إشراف الجيش لمدة 6 أشهر، وذلك في أعقاب الاشتباكات العنيفة التي شهدتها. وكان ميقاتي قد اجتمع أمس بالرئيس ميشال سليمان، وقائد الجيش العماد جان قهوجي، تقرر فيه "تكليف الجيش باتخاذ التدابير اللازمة لتنفيذ تعليمات حفظ الأمن في المدينة.