في محاولة لاحتواء الصراع القبلي في دارفور، يزور الرئيس عمر البشير، مدينة نيالا الأسبوع المقبل، للتوقيع على وثيقة الصلح بين قبيلتي القمر والبني هلبة، بعد فشل عدة جلسات للجان الوساطة في تقريب وجهات النظر بين القبيلتين اللتين دخلتا في صراع لنحو شهرين راح ضحيته المئات. وتشهد أربع من خمس ولايات بدارفور نزاعات قبلية. واعتبرت الحكومة أن النزاع القبلي أخطر من الحركات المسلحة التي تقاتل في الإقليم منذ عام 2003، كما أدت معارك بين ميليشيات تابعة للقبائل العربية إلى سقوط مئات القتلى في أسوأ موجة عنف بالإقليم. وأكدت مصادر من قبيلتي التعايشة والسلامات أن الميليشيات القبلية استخدمت في قتال جرى مؤخرا قذائف صاروخية ومدفعية ثقيلة وامتد القتال في مساحة شاسعة وسط وجنوب دارفور. وكانت البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي لحفظ السلام بدارفور، أعربت عن قلقها بعد تلقيها تقارير عن عنف بين السلامات والتعايشة والمسيرية في دارفور الأيام الماضية. وعجزت الحكومة المركزية عن السيطرة على حلفائها من القبائل في ظل أزمتها المالية. من جهته، أصدر رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت الثلاثاء، قرارا رئاسياً قضى بتغيير طاقم التفاوض مع حكومة السودان. وتولي نيال دينق نيال منصب رئيس اللجنة للتفاوض وتنفيذ اتفاقات التعاون بين السودان ودولة الجنوب، خلفاً لباقان أموم. ويعتبر هذا التغيير مؤشرا لبدء مرحلة جادة في التفاوض مع السودان. وفي السياق، انطلقت أمس بالخرطوم اجتماعات الجولة الخامسة للجنة الأمنية المشتركة بين الخرطوم وجوبا برئاسة رئيس هيئة الاستخبارات السودانية الفريق صديق عامر حسن، ورئيس استخبارات جيش جنوب السودان اللواء ماج بول. وتناقش المباحثات فتح المعابر الحدودية أمام حركة المواطنين والتبادل التجاري، وتنفيذ المنطقة الآمنة منزوعة السلاح وطرد العناصر المتمردة منها وفقاً لتوجيهات قمة البشير سلفاكير. في سياق مختلف، أعلنت وزارة الخارجية السودانية أنه ليس من المنطقي أن يكون للإدارة الأميركية دور في جهود السلام والاستقرار بالسودان، دون علاقات طبيعية بين البلدين، وأن مهمة مبعوث الرئيس الأميركي الخاص للسودان يجب أن تبدأ بالعلاقات الثنائية. وقال الناطق باسم الوزارة أبوبكر الصديق، إن صفة المبعوث الرئاسي بدعة تنتهجها واشنطن للتواصل مع الخرطوم، بينما تؤكد واشنطن أن المبعوث هو أنسب قناة متاحة لتواصل الجانبين. من جهتها جددت السفارة الأميركية بالخرطوم عزمها تقديم المزيد من الجهود نحو سير إنفاذ اتفاق سلام السودان الموقع بالدوحة. ووقف نائب القائم بالأعمال الأميركي كرستوفر وان، على الأوضاع بدارفور، بجانب التحديات التي تواجه سلام الدوحة.