ءحذر رئيس مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية الألمانية يورج سيركه من استمرار وقوع سورية تحت أيدي المتطرفين، واصفا ذلك بالخطر الذي يهدد مستقبلها، كاشفاً في الوقت ذاته مشاركة أكثر من 200 متطرف ألماني في الحرب داخل سورية. وأوضح سيركه خلال محاضرة ألقاها في جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية أمس، بعنوان "الاستراتيجية الألمانية في مكافحة الإرهاب" نظمتها كلية العلوم الاستراتيجية بالجامعة، أن السلطات الألمانية اتخذت التدابير لمنع المتطرفين الألمان من مغادرة ألمانيا بعد سحب جوازات سفرهم، وقال "السلطات الألمانية ستواجه المتطرفين بعد عودتهم حيث إنهم سيشكلون خطراً كبيراً، كما أن السلطات اتخذت إجراءات لمنع من كانوا يخططون منهم للسفر إلى هناك". وتناول رئيس مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية الألمانية في محاضرته تزايد أشكال الجريمة المنظمة العابرة للحدود، حيث تشكل جرائم الاتجار بالبشر، والمخدرات، والقرصنة، وتهريب الأسلحة، وغسل الأموال، وجرائم الحاسوب، والجرائم الإرهابية تحدياً كبيراً لأجهزة الأمن في جميع دول العالم، خاصة جرائم الإرهاب الدولي الذي يهدف إلى نشر الخوف والرعب من خلال قتل أكبر عدد من الأبرياء. مؤكداً في ورقته العلمية على أن الأمن مطلب مشترك وأنه من خلال التعاون الدولي سيتمكن العالم من مواجهة هذا التحدي والتصدي للشبكات الإجرامية، من خلال شبكة من الأجهزة الأمنية القادرة على تبادل المعلومات والخبرات واتخاذ الإجراءات اللازمة على الصعيدين الوطني والدولي. واشتملت المحاضرة على جملة من المحاور والموضوعات من أبرزها؛ الإرهاب كتهديد دولي، والأخطار الأمنية في ألمانيا، ومعسكرات التدريب، ومرتكبو الجرائم من الأفراد والمجموعات الصغيرة، والتطرف، وهيكلية الأجهزة الأمنية في ألمانيا، ومراكز التعاون الجديدة للأجهزة الأمنية الألمانية "المركز المشترك لمكافحة الإرهاب، قاعدة بيانات مكافحة الإرهاب، ومركز الإنترنت المشترك"، وأشكال التعاون على المستوى الأوروبي، والمنظمة الدولية للشرطة الجنائية (إنتربول) والاستراتيجية الوطنية الأساسية. وأشار يورج سيركه إلى أن الأمن القومي يعتمد بشكل رئيس على التعاون والتنسيق الدولي والتبادل المستمر في المعلومات خاصة فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب الدولي. وبيّن أن تنوع الخلفيات الثقافية وطرق التفكير قد يجعل التعاون الدولي صعباً، لكن يمكن العمل من أجل أن يكون هذا التنوع والاختلاف فرصة لإثراء التعاون من خلال وجهات النظر المختلفة وتبادل الخبرات. وأوضح أن التعاون الدولي يتجسد بوضوح في جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية التي وصلت إلى مستوى متقدم ومكانة مرموقة وتتمتع بسمعة متميزة في المجالات الأمنية، فهي ملتقى خبراء الأمن من 22 دولة عربية. معرباً عن رغبته في أن يستمر التعاون المثمر والبناء بين الجامعة والمؤسسات الأمنية الألمانية بما يحقق الأهداف المشتركة.