انتقل إلى رحمه الله، وزير التربية والتعليم الأسبق الدكتور محمد الرشيد، إثر تعرضه لنوبة قلبية، عن عمر يناهز 69 عاما، حيث صلي عليه عصر أمس في جامع الملك خالد بالرياض، وسط حضور من المسؤولين والدبلوماسيين والإعلاميين والمثقفين، بعد عطاء مهني استمر ل33 عاما، إذ بدأ أول أعماله في عام 1972 حتى تركه للوزارة في عام 2005. الرشيد الذي شغل منصب وزير التربية والتعليم لنحو 9 سنوات والتي شهدت دمج الرئاسة العامة لتعليم البنات في وزارة المعارف، تحت مسمى "وزارة التربية والتعليم"، قال في آخر تغريدة له على موقع "تويتر": "يا لحماقة بعض الموسرين، يقتر على نفسه في الدنيا ليثري وريثه من بعده، ولو أنه سأل وريثه يوم القيامة حسنة واحدة لرفض الوريث طلبه". الوزير السابق الذي لازم اسمه كتب الطلبة منذ عام 1996 وحتى 2005، اكتفى بالكتابة بعد تركه الوزارة، في حين يعد من أوائل الطلبة السعوديين الذين أكملوا دراستهم في الخارج، فحصل على شهادة الماجستير من جامعة إنديانا بالولايات المتحدة الأميركية عام 1969، كما حصل على الدكتوراه في إدارة التعليم العالي من جامعة أوكلاهوما بالولايات المتحدة الأميركية عام 1972. وفيما فضل الرشيد العفو على مقاضاة معارضيه في إدارته للوزارة, والذين انتهجوا تجربحه، يقول الفقيد خلال محاضرة ألقاها في الجمعية السعودية للعلوم التربوية والنفسية (جستن) قبل 13 شهرا" لا أحب أن أشغل نفسي بتهديد أو شتيمة تعيق عملي, والملاحظات المكتوبة كانت تصلني من المعلمين في الميدان، وعلى سبيل المثال: مادة الفقه للصف السادس الابتدائي آنذاك، وما فيها من تفاصيل عن "الزكاة" وتدرس لطالب في سن لا يعي مما ذكر شيئا، ولا يعقل مفرداتها.. ومع ذلك استشرت وناقشت كثيرا من ذوي الاختصاص الشرعي والتربوي والنفسي، وراجعت معهم الكتب المقررة، وخرجنا بتصور في ورقة بعنوان: (مناهج التربية الدينية والحاجة إلى تطويرها)، وعرضتها على سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله -، وأجرى تعديلات طفيفة وقال: حقا إنها مناسبة, لافتا إلى أن معارضيه كانوا يحاولون التعطيل والتأثير بدلا من تقديم الحلول والمقترحات لأهداف شخصية. وأوجز الفقيد ما ينبغي أن تكون عليه المناهج التي تتحول إلى مقررات دراسية في التربية الدينية في سنوات التعليم العام في نقاط؛ تمثلت في أن تهدف إلى تحقيق إيجاد الإنسان الصالح والمواطن الصالح, وأن يكون الاهتمام بعد العبادات بالقيم والسلوكيات الإسلامية التي يجب أن يربى عليها الناشئة، مع ضرورة عدم الخوض ببعض المعارف البديهية التي هي معروفة بفطرة الإنسان, وعدم الخوض في أمور ليست موجودة مثل -زكاة الركاز-, مشيرا إلى أن قرارات "عديدة" صدرت بعد خروجه من الوزارة ولم تسجل تحركا من المناهضين, ولا هجوما كما لحق به. "الفقيد" في سطور ولد في محافظة المجمعة (180 كيلو مترا شمال العاصمة الرياض) عام 1944. حصل على شهادة الماجستير من جامعة انديانا بالولايات المتحدة الأميركية عام 1969. نال الدكتوراه في إدارة التعليم العالي من جامعة أوكلاهوما بالولايات المتحدة الأميركية عام 1972. بدأ حياته المهنية أستاذا، ثم عميدا لكلية التربية بجامعة الملك سعود. شغل منصب رئيس مجلس إدارة مدارس الرياض الأهلية، وعضو المجلس لفترات متعددة كان آخرها عام 1987. عمل مديرا عاما لمكتب التربية العربي لدول الخليج من عام 1979 وحتى 1988. أنشأ جامعة الخليج العربي بالبحرين، وعمل نائبا لرئيس الهيئة التأسيسية لها. رأس لجنة تقدم التعليم في دولة قطر من عام 1990 وحتى نهاية 1992. عمل نائباً لرئيس الهيئة التأسيسية لجامعة الخليج العربي، وعضو لجنة التخطيط الشامل للثقافة العربية، وعضو المجلس التنفيذي للمجلس العالمي لإعداد المعلمين. كان عضوا لمجلس الخدمة المدنية في السعودية منذ عام 1992. اختير عضواً لمجلس الشورى السعودي عام 1994، وعضو لجنة الشؤون التعليمية والثقافية والإعلامية. من دراساته: الدراسة الذاتية لجامعة الرياض. دراسة عن تنظيم وزارة التعليم العالي. دراسة بالاشتراك مع زميل آخر حول إمكانية فتح الكليات العليا بجامعة الملك سعود. شارك مع وزارة المعارف في وضع مناهج وخطط ونظام المدارس الشاملة. شارك في اللجنة المكلفة بوضع الخطة الدراسية الجديدة لكلية التربية على نظام الساعات المقررة. مثل كلية التربية في لجنة التخطيط الأكاديمي والمتطلبات التخطيطية المعمارية للمدينة الجامعية لجامعة الملك سعود بطريق الدرعية. قام بدراسة ميدانية لنظم التعليم في كل من أستراليا وإندونيسيا والفلبين والصين الوطنية ونيوزلندا وتايلند وذلك لحساب الشهادات الجامعية بوزارة التعليم العالي.