أجمع أهالي مركز الحرشف والجفة بمحافظة حبونا بنجران، على سوء تنفيذ الطريق الموصل إلى مركزهم وخطورة المنعطف الذي حصد العديد من الأرواح فضلا عن هبوط في مستوى السفلتة، مطالبين إدارة الطرق بالمنطقة بإعادة مواصفات الطريق وتوسعته، مؤكدين أنهم سيرفعون معاناتهم لهيئة مكافحة الفساد، فيما تطوع عدد من الطلاب في إزالة الكثبان الرملية من المنعطف والتي تسببت في العديد من الحوادث مستخدمين أدوات البناء البسيطة. وفي هذا السياق، أوضح المواطن ناجي المكاييل أن إدارة الطرق بالمنطقة تخلت عن مسؤولياتها وأنشأت الطريق بمنعطف شبيه بالثعبان - على حد وصفه - مما تسبب في حوادث مأساوية بسبب منعطف الموت المتربص بمرتاديه من أهالي المنطقة وسالكيه، مشيراً إلى أنهم سيرفعون معاناتهم لهيئة مكافحة الفساد. وأضاف: تشاور أهالي قريتي الحرشف والجفة بعد دفن جثمان آخر الضحايا قبل أشهر وقرروا فتح صندوق لجمع المال للتبرع به والمساهمة في تعديل الوضع المأساوي لهذا المنعطف وجمعو 10 آلاف ريال إلا أنهم ينتظرون السماح لهم من قبل الجهات المختصة بإزالة الكثبان الرملية على جانب المنعطف. وطالب المواطن سعيد بن قعصي الذي فقد ابنه في حادث بنفس المنعطف قبل نحو عام وإعاقة ابنه الآخر بإصابة دائمة بالركبة، المسؤولين بالشخوص على الموقع واتخاذ الإجراءات السريعة لضمان سلامة أرواح عابري هذا الطريق، خصوصا طلاب المدارس، مستغربا غياب اللوحات الإرشادية رغم مرور أكثر من 3 سنوات على إنشاء الطريق. بدوره، أكد عوض سايلة الذي فقد شقيقه إثر حادث تصادم مروع في نفس المنعطف، إضافة إلى مصرع 3 مقيمين من الجنسية المصرية في نفس الحادث، أن تصميم الطريق لا يستدعي وجود مثل هذا المنعطف الخطير منذ إنشائه ويجب على إدارة الطرق تدارك هذا الخطأ. من جانبه، نفى مدير عام الطرق والنقل بمنطقة نجران بالنيابة المهندس ناصر بجاش ل"الوطن" أمس، وجود كثبان رملية على الطريق، مبينا أن المنطقة أصلا ذات طبيعة جبلية ولم يلاحظ وجود كثبان رملية إلا إن كانت هناك تلال جبلية فستتم إزالتها عند تعديل المنحنيات بعد اعتمادها في المستقبل. وعن مطالب الأهالي بالسماح لهم بإزالة الكثبان الرملية بمعدات على نفقتهم، قال بجاش، "إن هذا ليس من اختصاص الإدارة". يذكر أن آخر الحوادث التي شهدها الطريق لطالب بالصف الثالث متوسط أصيب بعدة كسور في الرأس والظهر، دخل إثرها في غيبوبة، حيث أكد والده حسن المكاييل من قرية الجفة أن المنعطف بات مسرحا للحوادث اليومية الدامية وسمي ب"مقبرة الشباب" بعد أن راح ضحيته 4 من طلاب المدارس في 4 حوادث منفصلة في أقل من عام ومصرع 4 مقيمين في حادثين منفصلين.