عطلت الخطوط الحمراء التي طرحتها إيران قبل المفاوضات حول برنامجها النووي في طهران أمس وأدت إلى إنهاء الاجتماع الموسع مع مجموعة 5+1 بعد 10 دقائق من بدايته. واتفق الجانبان على استئناف المفاوضات بجلسة في ساعة متأخرة من مساء أمس. وكانت الجولة الجديدة للمفاوضات قد أثارت تحركات دبلوماسية دولية غير مسبوقة حشدت فيها القوى الكبرى طاقاتها وسط تمسك إسرائيل بموقف حازم تجاه إيران، وتمسك المرشد الإيراني علي خامنئي ب"حقوق" بلاده النووية راسما "خطوطا حمراء". وقبل اجتماع مفاوضي القوى الكبرى وإيران في جنيف أمس للمرة الثالثة خلال خمسة أسابيع، أعلن خامنئي في خطاب بثه التلفزيون مباشرة "أشدد على ترسيخ حقوق إيران النووية". وطلب من المفاوضين الإيرانيين الالتزام ب"الخطوط الحمراء" بشأن البرنامج النووي، وهي تخصيب اليورانيوم في إيران، ورفض إغلاق موقع "فوردو" للتخصيب تحت الأرض. وفي خطابه أكد خامنئي أيضا أن إسرائيل "مصيرها الزوال" في عبارة من شأنها أن تزيد من تعقيد المفاوضات. وجدد خامنئي الذي لم يخف تشاؤمه من نتيجة المفاوضات، دعمه المفاوضين وقدم لهم توصيات في الوقت نفسه. وقال "لا أتدخل في تفاصيل المفاوضات، لكن هناك خطوطا حمراء يجب على المسؤولين احترامها دون التخوف من ردود الأعداء، وقد قلتها للمسؤولين". وأجريت صباح أمس، محادثات ثنائية بين وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون التي تترأس المفاوضات. ثم عقدت ظهرا جلسة مناقشات موسعة بين إيران ومجموعة الدول الست التي تضم الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي (الولاياتالمتحدة، روسيا، الصين، فرنسا وبريطانيا) إضافة إلى ألمانيا. في هذه الأثناء، التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو أمس مواصلا حملته ضد أي اتفاق مع إيران، بعد أن تأكد من دعم فرنسا أثناء زيارة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند. وتهدف المباحثات لوضع اللمسات الأخيرة حول اتفاق "مرحلي" حول برنامج إيران النووي الذي يشتبه الغربيون في أنه يخفي شقا عسكريا رغم نفي طهران.