كشفت "ورشة عمل" تشكيلية نظمها القسم النسائي بفرع الجمعية السعودية للفنون التشكيلية في ينبع أخيرا، عما تواجهه التشكيليات في مدينة ينبع من عقبات تقف في طريقهن الإبداعي، أبرزها غياب الدعم وشح الأدوات الفنية في المدينة. وقالت نوال الحربي ل"الوطن" التي حاورت عددا من التشكيليات اللاتي يجمعهن "قروب عبر الواتس آب": "الفن التشكيلي في ينبع أكثر مرونة، ومدينة ينبع بجوارها مدينة صغيرة اسمها ينبع النخل، فاجتمع في محيطنا البر والبحر وظهر ذلك التمازج في أعمالنا". وأشارت إلى أن اهتمامها كتشكيلية ينصب على تطوير أدواتها الفنية في مدينة لا تتوفر بها ورش عمل احترافية خاصة بالفنانات، مؤكدة في ذات الوقت أنها شاركت في معارض داخلية في المدينة وينبع وجدة والمنطقة الشرقية، وكان لتلك المشاركات أثر في صقل موهبتها وتطويرها، على حد قولها. وأضافت الحربي: عدد التشكيليات في ينبع محدود جدا، ورغم ذلك يحلمن بأن يكون لديهن مركز متخصص كالمركز السعودي للفنون التشكيلية في جدة، هناك جماعة لفناني وفنانات ينبع، ولكنها بلا مقر إضافة إلى غياب صالات العرض المتخصصة وأغلب المعارض تنظم في المولات التجارية وهذا بحد ذاته من أبرز العوائق. من جهتها رأت زكية الرفاعي أن الفن التشكيلي في ينبع جاء مزيجا من الثقافات المتعددة، فالتنوع والإبداع كان ظاهرا في أعمال التشكيليات المشاركات في ورشة العمل التي احتضنتها المحافظة أخيرا وكان أثر البيئة حاضرا لأن ينبع جمعت بين النخل والبحر والجبل والمصنع ويندر أن يتوفر ذلك في أي مكان آخر. وأشارت الرفاعي إلى أن تشكيليات ينبع تجمعهن جماعة فناني ينبع، وجماعة "جسفت" التي شكلت هذا العام، وكانت الجماعة تحاول الصمود في وجه التحديات، والآن تساندها الجمعية السعودية للفنون التشكيلية. مبينة أن مطالب فنانات ينبع تتمثل في إيجاد مقر معد لتنظيم الورش. وقالت إن ورشة العمل التي انتهت أخيرا في ينبع كانت تهدف إلى إثبات وجود الفن التشكيلي النسائي المبدع في ينبع وجمع أطراف الإبداع في مكان واحد للتأثر والتأثير وتشجيع الهاويات للفن. واتفقت مع الحربي في أن من العوائق التي تواجههن صعوبة الحصول على مستلزمات الفن التشكيلي وعدم توفر الفرص لتطوير المهارات من خلال المشاركة في المعارض وورش العمل لندرتها. مسؤولة القسم النسائي في فرع الجمعية السعودية للفنون التشكيلية بينبع نادية عفان ذهبت إلى أن الفن التشكيلي في ينبع يتميز بروح المشاركة والتعاون، والبيئة في ينبع كفيلة بخلق جو فني رائع. وأشارت إلى أن فرع الجمعية السعودية للفنون التشكيلية في ينبع فرع جديد وهي من خلال ترؤسها له تتطلع إلى تلبية رغبات كل فنانة وتطلعاتها، مشيرة إلى أنهن كفنانات يحلمن بمقر دائم لأنشطتهن. وقالت إيمان الحربي إنها شاركت في الورشة كأول مرة وتتمنى المزيد من الورش الاحترافية لتطوير المهارات وتبادل الخبرات مشيرة إلى أن البيئة ومنظر البحر يخلق الإبداع. بينما اعتبرت رنا الردادي أن الفن التشكيلي في ينبع متأخر جدا على الرغم من وجود عدد من الفنانين التشكيليين المبدعين، وذلك بسبب عدم وجود جهات داعمة وعدم وجود فرع لجمعية الثقافة والفنون. واعتبرت أن تجربة التشكيليين والتشكيليات في ينبع تختلف عن بقية المناطق، إذ إن الفنان يتأثر بمحيطه وينبع تجمع بين عناصر البئيات المحفزة للإبداع من البحر والسهل والجبل والتضاريس الملهمة للفنان التشكيلي، وهذا ما انعكس على أعمال الفنانات في ينبع.