الذين يعتقدون أنهم يقودون الثقافة يظنونها عربة تسير للأمام بتوجيه القائد لا يدركون أن الكل داخل تلك العربة دون تحديد يرسمون شكلها الخارجي الذي يظهر للعابرين في العربات الأخرى، ولذلك بعض العربات في أماكن عدة من هذا الفضاء لا يظهر لها شكل محدد يمكن فهمه أو حتى اكتشافه، لأن من بالعربة يتصارعون جهلا على سؤال ليس له وجود... من القائد؟! لو تفرغ كل واحد منهم للقيام بدوره في رسم صورة العربة وتقديمها بالشكل الذي يليق بالاختلاف لكان ذلك أفضل لهم جميعا، وأصبحت عربتهم ذات حضور وتميز ومشاركة فاعلة، وربما وصلت أسماء لمن بالعربة للعالمية، وخصوصا أن مثل ركاب هذه العربة لا يعرفهم أحد بالخارج، وإنما هم يعرفون سلبيات بعضهم ويسعون لإخفاء إيجابياتهم ويحاربون تميز وإبداع أحدهم، فتجدهم يتسولون الحضور والمشاركة من الغرباء أو من العابرين على جراحهم ليستفيدوا من هذا التيه والضياع اللذين يعيشونهما داخل عربتهم. يبدو أن الصراعات على القيادة إشكالية كبيرة متى غاب الفهم لمعنى القيادة ومعنى من تقود وكيف تقود؟ وحدهم الأنبياء من كان لهم قيادة العربات عبر التاريخ وربما يقاسمهم الشعراء والفلاسفة ذلك متى أخلصوا لدورهم ولفنهم ولم ينشغلوا بالخصومات والتقسيم للعربة والتصنيف لمن داخلها. يقول الراوي إن المرأة أيضا تعد أهم الأسماء الفاعلة لقيادة العربة متى كانت على وعي بدورها ومتى حققت لنفسها ولعالمها خصوصية تشير إليها ولا تشير عليها بالترف والتراخي والخروج من عباءة العطاء إلى حظيرة الاستجداء، ويقول أيضا إن أغلب العربات تسقط في الوحل متى سعت إلى تحييد المرأة وإبعادها عن الرسم على العربة إلا بمواصفات خاصة يقررها الواهمون بأنهم يقودون العربة في سباق العربات لن تصل لخط النهاية تلك العربة التي ينشغل ركابها بالصراعات الجانية، ويهتمون بمصالحهم الشخصية ويغلبون "الأنا" على ال"نحن" حتى وإن كانت ال"نحن" التي يتحدثون بها هي أنا مكتملة نتيجة التعصب والجهل والنفي والإقصاء للآخرين.