بعد 96 ساعة من الأمطار المتواصلة على منطقة حائل، مازالت الجهات المعنية في المنطقة تعلن حالة الاستنفار القصوى، فيما كشفت آثار الأمطار خللا في بعض مشاريع البنى التحتية، ومنها بعض مباني جامعة حائل، والمطار، والطرق، وتجهيزات تصريف السيول، وذلك بعد أن تسببت تلك الأمطار في تعليق الدراسة بمدارس المنطقة خلال الأيام الماضية، بسبب جريان الأودية وارتفاع منسوب المياه وتشكل المستنقعات. كما تجمعت مياه الأمطار في مقبرة الزيارة بحائل ووصلت إلى القبور نتيجة سوء التصريف. وكان طوارئ مستشفى الملك خالد قد استقبل الأحد الماضي نحو 28 مصاباً جراء حوادث وقعت على طريق القصيم وجبة وبقعاء، جلها جاءت نتيجة للأمطار، فيما أنقذت فرق الدفاع المدني أكثر من 9 محتجزين بالأودية ومجاري المياه، وأعلنت عن وفاة مقيم نتيجة الأمطار. وكشفت الأمطار سوء تنفيذ بعض مباني كليات جامعة حائل بعد أن غمرت المياه قاعات الطلاب، وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يوضح تسرب المياه في الممرات وداخل قاعات الكلية ومحاولة الطلاب تفاديها، فيما تحدث ل"الوطن" بعض طلاب الجامعة عن مداهمة المياه لقاعات الطلاب مما أدى إلى تدخل الأمن والسلامة لحث الطلاب على الخروج السريع حرصا على سلامتهم، في حين أخلت الجامعة طالبات إحدى الكليات في مجمع أجاء بشكل احترازي تخوفا من المياه التي وصلت إلى الكهرباء داخل الكلية. ولم يكن مطار حائل الإقليمي بأحسن حالا من مباني الجامعة فقد تجاوزت المياه أسقف المبنى، مكونة شلالات تصب داخل قاعات المسافرين الذين طالتهم المياه، فيما قامت إدارة المطار بتوضيح ما جرى في حينه، وبينت أن المبنى يخضع لعمليات صيانة شاملة، ولم يتم الانتهاء منه. في المقابل، كشفت الأمطار مساوئ شبكات تصريف مياه السيول في المنطقة المركزية، بعد أن غمرت المياه سوق برزان وطريق الملك عبدالعزيز، والطرق الرئيسة بالمنطقة، وتحولت ساحاتها إلى بحيرات تجمعت فيها الأمطار، وتسببت في ازدحام مروري نتيجة اندفاع المياه بشكل كبير، فيما تعطلت بعض السيارات. وغمرت مياه الأمطار أيضاً عدة أحياء شملت الورود، والخماشية، والمطا، والعزيزية، البادية، وصديان، والزهرة، والنقرة، وضاحية السويفلة، في الوقت الذي اتجه فيه العديد من الأهالي إلى التنزه في نفود قناء شمالي المنطقة التي اكتظت بأعداد غفيرة من المتنزهين.