وسط تجدد الآمال بكشف قريب عن منفذي عملية اغتيال الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، أحيا الفلسطينيون أمس الذكرى السنوية التاسعة لاستشهاده. وقال المجلس الوطني الفلسطيني إن "هذه الذكرى تأتي هذا العام في ظل تطور جديد يتعلق بظروف استشهاد القائد عرفات، حيث تتكشف الأوراق بفعل الجهد الذي تبذله القيادة الفلسطينية للإجابة عن سؤال كيف استشهد؟"، مؤكدا أنه "لن يهدأ لنا بال قبل معرفة الحقيقة والوقوف على حيثياتها كاملة غير منقوصة، وأننا على ثقة كبيرة بقرب التوصل إليها حتى يتسنى لشعبنا مقاضاة الاحتلال على أفعاله البربرية وجرائمه البشعة واعتداءاته الآثمة". وفيما أكد مسؤولون فلسطينيون أنه بالرغم من ثقتهم التامة بأن إسرائيل هي المسؤولة عن الاغتيال، فإن الكشف عمن أوصل هذا السم أو طريقة دسه إلى جسد الشهيد سيكون صعبا للغاية. وتدفق فلسطينيون على ضريح عرفات في رام الله ووضعوا الزهور عليه، فيما نظمت مهرجانات وندوات ومسيرات كشفية. في غضون ذلك، رحبت السلطة الفلسطينية بقرار بلجيكا رفع مستوى تمثيل فلسطين في بروكسل إلى سفير. وقالت الخارجية الفلسطينية "في إطار الجهود لرفع التمثيل الدبلوماسي الفلسطيني لدى العديد الدول، أرسل نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية البلجيكي رسالة إلى الرئيس عباس للموافقة على رفع مستوى تمثيل فلسطين إلى بعثة لدى بلجيكا، ومنحها كافة الامتيازات والحصانات، بحيث يتم التعامل مع سفير فلسطين كسفير ورئيس للبعثة، واعتماده ضمن القائمة الدبلوماسية المعتمدة لدى بلجيكا". وأضافت "وبناء عليه قام وزير الخارجية رياض المالكي نيابةً عن عباس بتوجيه رسالة إلى نظيره البلجيكي، تتضمن قبول وموافقة الرئيس على رفع مستوى التمثيل الفلسطيني". إلى ذلك عقد الرئيس محمود عباس سلسلة من الاجتماعات الهامة في القاهرة، إذ اجتمع مع الرئيس الموقت عدلي منصور ووزير الدفاع الفريق عبدالفتاح السيسي ووزير الخارجية المصري نبيل فهمي فضلا عن الاجتماع مع الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي. وبحثت الاجتماعات العلاقات الثنائية الفلسطينية المصرية وعملية السلام والمصالحة الفلسطينية إضافة إلى التطورات في قطاع غزة. وقال بيان رسمي فلسطيني إنه "قدم الشكر للقيادة المصرية على جهودها المستمرة في دعم الشعب الفلسطيني ومناصرته ودعم حقوقه الثابتة، وعلى مساعيها الجادة لطي صفحة الانقسام الفلسطيني وتعزيز الوحدة الوطنية". من جهة أخرى، جدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مستهل الاجتماع الأسبوعي لحكومته أمس، هجومه على السلطة الفلسطينية، متهما إياها بالتحريض على العنف. وقال "هكذا لا يتم التوصل إلى السلام ولن يتم تحقيقه أيضا من خلال ممارسة الضغوط الدولية على إسرائيل. مهما كانت الضغوط التي تمارس علينا، لن نساوم على مصالحنا الحيوية وعلى إصرارنا على أمننا وعلى باقي الأمور التي تعتبر ضرورية من أجل التوصل إلى اتفاق. فسيتم التوصل إلى الاتفاق فقط عندما تلبّى المصالح الإسرائيلية وعلى رأسها الأمن ولكن توجد هناك مصالح أخرى وهي جزء من تراثنا ومستقبلنا".