بدأت اليوم بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية أعمال الاجتماع غير العادي لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين برئاسة مندوب ليبيا الدائم بالجامعة عاشور بوراشد وحضور الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي وبناء على طلب مصر لمناقشة دعم المبادرة المصرية الخاصة بإخلاء منطقة الشرق الأوسط من كافة أسلحة الدمار الشامل واتخاذ موقف عربي حول أسلوب التعامل معها ووضعها موضع التنفيذ. وطرح مندوب مصر الدائم بالجامعة العربية السفير طارق عادل، ومساعد وزير الخارجية المصري للعلاقات متعددة الأطراف السفير هشام بدر في الجلسة الافتتاحية للاجتماع نص المبادرة المصرية لإخلاء الشرق الأوسط من كافة أسلحة الدمار الشامل التي سبق أن طرحها وزير الخارجية المصري نبيل فهمي أمام الدورة (68) للجمعية العامة للأمم المتحدة في 29 سبتمبر الماضي. وأكد عادل أن المبادرة تتضمن خطوات متتابعة لإخلاء الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل من خلال دعوة كافة دول الشرق الأوسط وكذلك الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي لإيداع خطابات رسمية لدى سكرتير عام الأممالمتحدة بتأييدها لإعلان الشرق الأوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل "النووية والكيمائية والبيولوجية". وقال مندوب مصر الدائم بالجامعة العربية إن المبادرة تتضمن أيضا قيام دول المنطقة غير الموقعة أو المصدقة على أي من المعاهدات الدولية الخاصة بأسلحة الدمار الشامل بالالتزام قبل نهاية العام الجاري بالانضمام إلى المعاهدات ذات الصلة بشكل متزامن. وأشار إلى أن المبادرة تشمل مواصلة الجهود الدولية لضمان عقد مؤتمر 2012 المؤجل حول إخلاء الشرق الأوسط من الأسلحة النووية ومن أسلحة الدمار الشامل الأخرى قبل نهاية العام 2013م. وأرجع عادل هذا التحرك المصري لما تشهده المنطقة حاليًا من تسويف ومماطلة بشأن إنشاء منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل في ظل التعثر المقصود من قبل بعض الأطراف الذي يؤدي إلى عرقلة إنشاء تلك المنطقة. من جانبه، أوضح مساعد وزير الخارجية المصري للعلاقات متعددة الأطراف السفير هشام بدر أنه رغم الإحباط بشأن هذه القضية إلا أن الإصرار العربي نجح في وضع موضوع إخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل في موضع متقدم على الأجندة الدولية. ونبه إلى أن مؤتمر 2012 المؤجل يواجه التفافًا من قبل "الميسر" والدول الأطراف خاصة بعد أن وضعت الدول العربية معايير حول مشاركتها في المؤتمر. ونوه بدر بقرار كبار المسئولين في منظمة التعاون الإسلامي الذي عقد في جدة خلال الشهر الجاري، وأيد المبادرة المصرية في إنشاء منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط. بدروه، قدم الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي عرضًا حول معاهدة منع الانتشار النووي، مشيراً إلى أنها من أهم المعاهدات في تاريخ الإنسانية التي لابد أن تنضم إليها كل الدول. ولفت الانتباه إلى التعقيدات التي تواجه انعقاد مؤتمر إخلاء الشرق الأوسط من الأسلحة النووية بسبب عدم رغبة إسرائيل في المشاركة، مؤكدا أهمية مبادرة وزير الخارجية المصري نبيل فهمي في الأممالمتحدة وضرورة الاهتمام بها.