أكدت دولة الكويت تقديرها وتفهمها لموقف المملكة العربية السعودية بشأن اعتذارها عن عضوية مجلس الأمن، مشاطرة إياها الاستياء لعجز المجلس عن الوفاء بالتزاماته ومسؤولياته في حفظ السلم والأمن الدوليين. وكانت المملكة اعتذرت عن قبول العضوية غير الدائمة بمجلس الأمن مدة عامين مقبلين، مؤكدة أنها ترى أسلوب وآليات العمل وازدواجية المعايير الحالية في المجلس تحول دون قيامه بواجباته وتحمل مسؤولياته تجاه حفظ الأمن والسلم العالميين على النحو المطلوب. وقال مندوب دولة الكويت الدائم لدى الأممالمتحدة السفير منصور عياد العتيبي، أمام الجمعية العامة للدورة 68 للأمم المتحدة حول مناقشة بند "مسألة التمثيل العادل في مجلس الأمن وزيادة عدد أعضائه" أول من أمس: إن موقف الكويت من عملية إصلاح مجلس الأمن لا يزال ثابتا ويرتكز على ثوابت رئيسية. وأوضح السفير العتيبي أن من أهم هذه الثوابت مسألة إصلاح مجلس الأمن التي يجب أن تكون وفق تصور عام يهدف إلى الاستمرار في عملية إصلاح وتطوير كافة أجهزة الأممالمتحدة والتطلع لإضفاء مزيد من التكامل والتوازن بعمل المنظمة. وأكد ضرورة التركيز على تطوير علاقة مجلس الأمن بأجهزة الأممالمتحدة الأخرى واحترامها وعدم التعدي على اختصاصاتها، كالجمعية العامة والمجلس الاقتصادي والاجتماعي، وأن يقتصر دور مجلس الأمن على أداء المهام الموكلة إليه بموجب ميثاق الأممالمتحدة وهي صيانة السلم والأمن الدوليين. وبين أن أي أفكار يتم تداولها لإصلاح مجلس الأمن "يجب أن تكون نابعة من حرصنا جميعا على تمكين المجلس بأن يصبح أكثر تمثيلا للدول الأعضاء في المنظمة ويعكس الواقع الدولي الذي تغير كثيرا منذ إنشاء الأممالمتحدة في عام 1945" . وشدد على مواصلة العمل على تحسين طرق وأساليب عمل مجلس الأمن وإضفاء المزيد من الشفافية والوضوح على أعماله، مطالبا باعتماد لائحة إجراءات عمل دائمة ورسمية لتحسين وتنظيم طريقة العمل في مجلس الأمن. وقال مندوب دولة الكويت الدائم لدى الأممالمتحدة: إن مسألة حق النقض (فيتو) يجب أن توضع وفق حدود وضوابط تقنن من استخدام هذا الحق، وبينها أن يتم استخدام "الفيتو" فقط في المسائل التي تندرج تحت الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة. وأضاف أن أي زيادة قد تطرأ على مقاعد مجلس الأمن يجب أن تأخذ بعين الاعتبار إتاحة فرصة أكبر للدول الصغيرة في الوصول إلى عضوية المجلس والمساهمة في أعماله، مشددا على عدم إغفال حق الدول العربية والإسلامية في التمثيل الذي يتناسب مع عددها وأهميتها ومساهماتها في الدفاع عن مقاصد ومبادئ ميثاق الأممالمتحدة. وأعرب السفير العتيبي عن ترحيب دولة الكويت بمقترح فرنسي بشأن الحد من استخدام "فيتو" في حالات الجرائم ضد الإنسانية، من خلال امتناع الدول الخمس دائمة العضوية عن ذلك بشكل طوعي. وقال "إنه مضى أكثر من عشرين عاما على المناقشات الرامية لتوسعة عضوية مجلس الأمن وتحسين أساليب وطرق عمله عبر طرح العديد من المبادرات والأفكار إلا أن القضية لا تزال متعثرة وبحاجة إلى توفر الإرادة السياسية اللازمة لتقريب وجهات النظر وللوصول إلى الهدف المنشود". وأكد دعم دولة الكويت للرسالة التي وجهها المندوب الدائم لمملكة البحرين بصفته رئيس المجموعة العربية في 31 أكتوبر الماضي إلى رئيس الجمعية العامة جون آش، وأكد خلالها موقف الدول الأعضاء في الجامعة العربية بشأن عملية إصلاح مجلس الأمن والمطالبة بتمثيل عربي دائم في أي توسيع مستقبلي في فئة المقاعد الدائمة في المجلس. وبين أن المفاوضات الحكومية هي المحفل الوحيد للتوصل إلى اتفاق حول توسيع وإصلاح مجلس الأمن، وفقا لمقرر الجمعية العامة 62/557 الذي وضع أسس المفاوضات وملكية الدول الأعضاء لها. .. والأردن يتحفظ على شغل المقعد نيويورك: أ ف ب تحفّظ الأردن على شغل المقعد الذي رفضته المملكة العربية السعودية في مجلس الأمن الدولي غداة انتخابها لهذا المقعد. وأكد دبلوماسيون أن الأردن تحفّظ على شغل المقعد المخصص لآسيا والمحيط الهادئ، الذي عرض عليه في مجلس الأمن. وعاد سفير الأردن لدى الأممالمتحدة الأمير زيد الحسين إلى عمان الخميس؛ لإجراء مشاورات بعد هذا العرض المفاجئ، حسبما أعلن دبلوماسي في الأممالمتحدة. وقال دبلوماسي آخر مؤكدا الخبر، إن "الأردن تعرض لكثير من الضغوط؛ كي يشغل المقعد" في مجلس الأمن. ولم يدل الدبلوماسي الأردني بأي تعليق. من جانبه، أكد الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية محمد المومني، أن "مشاورات مكثفة تجري حاليا بين عدد من الدول لشغل هذا المقعد" الذي رفضته السعودية. ولم يعط المومني مزيدا من التفاصيل، كما لم يتحدث عن موقف بلاده من هذا العرض.