كشفت مصادر مطلعة ل"الوطن" عن دراسة لإقرار نظام ينص على إلزامية الكشف عن الإعاقة السمعية للمواليد قبل خروجهم من حضانات المستشفيات، مشيرة إلى أن مجلس الخدمات الصحية اعتمد خمسة قرارات تمهد لإلزامية هذا المشروع. ولم تحدد المصادر الفترة الزمنية للتطبيق الفعلي للمشروع، إلا أنها ربطت ذلك بأحد القرارات التي تم اتخاذها ويتضمن تشكيل لجنة مختارة بعناية تتولى وضع المعايير والتنظيم اللازم والخطة التفصيلية لآلية التطبيق. وبينت أن القرارات نصت على التشجيع بفحص كافة المواليد قبل الخروج من المستشفى، وإعداد سجل وطني بنتائج الفحوصات، على أن تتم إحالة الحالات التي تعاني من مشكلة في السمع إلى القسم المختص في المستشفى ذاته أو المستشفيات المرجعية، إضافة إلى دراسة إمكانية إضافة هذا الفحص كإجراء إلزامي لجميع المواليد. ولفتت المصادر إلى أن قرارات مجلس الخدمات الصحية جاءت بناء على بيانات وتقارير قدمت من قبل الجمعية السعودية للأنف والأذن والحنجرة، وما أوصت به بشأن أهمية المسح السمعي لدى المواليد في الاكتشاف المبكر للإعاقة السمعية، وهي إعاقة يكثر انتشارها في المجتمعات، وتابعت: إن فقدان السمع من أكثر العيوب الخلقية شيوعا، كما أن الكشف المبكر يساعد على تشخيص الاعتلال السمعي، واكتشاف الإعاقات السمعية لدى الأطفال والتدخل في الوقت المناسب لجميع الأطفال حديثي الولادة للحد من الإعاقات المتعلقة بالنطق واللغة. ومن ناحية أخرى كشفت الجمعية السعودية لطب الأطفال حديثي الولادة عن أن ما لا يقل عن 60 ألف طفل خديج يولد سنويا بالمملكة من بين نحو 15 مليون طفل خديج في العالم، يمثلون ما نسبته 8-12% من مجموع المواليد في العالم، بينما يموت أكثر من مليون طفل خديج سنويا بسبب الولادة المبكرة، ويعيش من يكتب لهم الحياة بإعاقة دائمة. وأوضح رئيس الجمعية السعودية لطب الأطفال حديثي الولادة الدكتور صالح العليان أن الجمعية تعتزم المشاركة بعدة فعاليات توعوية في فعاليات اليوم التوعوي للأطفال الخدج الذي يقام كل عام بتاريخ 17 نوفمبر، مبيناً أن الإحصاءات تشير إلى أنه يولد في المملكة ما لا يقل عن 60 ألف طفل خديج سنويا، ويحتاج نحو نصف هذا العدد بعد الولادة إلى عناية تختلف في مستواها من فائقة إلى متوسطة. وأضاف أن تخصيص هذا اليوم يهدف إلى توعية الناس بتأثير الولادة المبكرة على الأطفال، خاصة ما يحصل لهم من إعاقات ذهنية وعضوية أخرى قد تجعلهم عالة على والديهم وعلى المجتمع بشكل عام بسبب التكلفة المادية التي تصل إلى مليارات الدولارات. هذا، وتعد فكرة إقامة هذا اليوم التوعوي حديثة جدا، إذ بدأت في عام 2008 من قبل المنظمة الأوروبية للعناية بالأطفال، والتي أقامت أول اجتماع لها في روما بإيطاليا، ثم تلاها العديد من الدول، فيما بلغ عدد الدول المشاركة في العام الماضي أكثر من 50 دولة. يذكر أن الأطفال الخدج يحتلون نسبة متنامية بين مجموع المواليد في العالم، وعلى الرغم من التقدم العلمي في مجال طب الأطفال حديثي الولادة وطب النساء والولادة، فإن هذه النسبة لم تتغير منذ عقود مضت، وهذا يجعل العالم أمام مشكلة قد يكون حلها ليس سهلا، لذا لابد من تكاتف الجهود على جميع المستويات للتقليل من نسبة الوفيات بينهم والتقليل من نسب الإعاقات الذهنية والإصابة بأمراض الرئة المزمنة واعتلال الشبكية الذي قد يؤدي إلى العمى وأمراض أخرى قد تظهر عليهم عند البلوغ مثل السكري وأمراض القلب.