أشارت دراسة أميركية حديثة إلى أنه يمكن للقارئات الإلكترونية أن تساعد بعض الأشخاص الذين يعانون عسر القراءة، على القراءة بسرعة، كما تزيد من قدرتهم على فهم واستيعاب معاني النصوص. وأظهرت الدراسة، التي أجراها باحثون من مركز "هارفارد سميثونيان" للفيزياء الفلكية، أن إتاحة أجهزة القراءة الإلكترونية عرض عدد قليل من الكلمات في كل سطر، يمكن أن يساعد هؤلاء الذين يعانون عسر القراءة، من حيث تحسين سرعة القراءة، ورفع قدرتهم على الفهم. ورأت الدراسة أن تهيئة أجهزة قراءة إلكترونية لتعرض سطورا قصيرة، يمكن أن يُخفف من حدة هذه المشكلات، ويُقلل من التشتت البصري. وشملت الدراسة 103 طلاب ممن يواجهون صعوبات في القراءة، ويدرسون في مدرسة "لاندمارك" الثانوية في ولاية بوسطن الأميركية، وقارنت بين قدرتهم على قراءة النصوص المطبوعة على الورق، والقراءة عبر أجهزة القراءة الإلكترونية، وجرى تهيئة الأجهزة ليتضمن كل سطر بين كلمتين وثلاث كلمات. وأظهرت النتائج مساهمة أجهزة القراءة الإلكترونية في تحسين سرعة القراءة لدى الطلاب، وفي زيادة قدرتهم على فهم المعاني، خصوصاً من يعانون "عجز الانتباه البصري"، وكان من بين العوامل المساعدة عرض عدد قليل من الكلمات على الشاشة، ما ساعدهم على التركيز، بعكس القراءة من الصفحات الورقية التي تتزاحم فيها الكلمات. وأيد خبير دورات القراءة السريعة معن الأحمدي في حديثه ل"الوطن" نتائح هذه الدراسة استناداَ على التقنيات الكبيرة التي توفرها الأجهزة الذكية واللوحية، بعدة عوامل منها: أنها بديل مريح للقراءة مقارنة بالكتب الورقية، توفر خاصية المكتبات الرقمية التي تتيح مزيدا من تنزيل الكتب بشكل مجاني، إضافة إلى المواصفات الفنية المختلفة لتلك الأجهزة مقابل الكتب المطبوعة. ويستشهد الأحمدي بإحدى التجارب في دوراته التي يقدمها محلياً من أن سرعة القراءة في الأجهزة الذكية تعادل واحد إلى النصفين من الكتب الورقية، وهو ما مثل سرعة للذين يعانون أصلا ليس من سرعة القراءة بل من القراءة وبخاصة بين الفئة العمرية 18 – 22 عاماً. من جانبها، علقت "الجمعية البريطانية لعسر القراءة" على نتائج الدراسة قائلة إن الكتب والقارئات الإلكترونية تجعل القراءة أيسر، نظراً لتوفيرها خيارات كثيرة في أشكال وأحجام وألوان الخطوط، وفي الفراغات بين الكلمات، إضافة إلى إمكانية عرضها لتعريفات ومعاني الكلمات بواسطة المعاجم المدمجة فيها، وأنه يمكن لبرامج تحويل النصوص إلى أصوات أن تزيد من سهولة القراءة، وتخفف الشعور ب «الإحراج» الذي عادةً ما يرتبط بأولئك الذين لا يستطيعون القراءة. وتلفت هذه النتائج النظر إلى أن أجهزة القراءة الإلكترونية قد تتجاوز وظيفة الأدوات التقنية سهلة الاستخدام التي تيسر من حمل الكتب أثناء التنقل لتكون أدوات تعليمية مساعدة، وربما تُمثل حلاً لمن يعانون عسر القراءة.