الكتاب المعاصر ليس ثقيلاً اعترفت رابطة الناشرين الأميركيين بتجاوز مبيعات الكتاب الإلكتروني نظيراتهاهل الكتب الورقية المطبوعة للمرة الاولى خلال شهر شباط/ فبراير الماضي. ولم توضح الرابطة تداعيات "التفوق الالكتروني" على مستقبل الطباعة واكتفت بعرض ارقام ونسب المبيعات. وأجرت الرابطة دراسة أظهرت ان مجموع مبيعات الكتاب الإلكتروني بلغت حوالي 90.3 مليون دولار في شباط/ فبراير2011، بزيادة 202 في المائة، عن الشهر نفسه في العام الماضي، ما وضع الكتب الإلكترونية في المرتبة الأولى للمرة الأولى. ونقلت شبكة "سي ان ان" الاخبارية الاميركية عن مسؤول في رابطة الناشرين قوله "إن التقرير عن تقدم مبيعات الكتب الإلكترونية على الورقية يأتي مع الإشارة إلى انه تم تجميع البيانات من صافي مبيعات الناشرين، وليس من تجار التجزئة، فالناشرون يقدمون تلك البيانات طوعاً، والبعض يختار عدم القيام بذلك". ويفسر تفوق الكتاب الالكتروني انتشار أجهزة القراءة الالكترونية المحمولة بسبب خفتها وسهولة تحميل الكتب عليها من الانترنت. وكان القطب البارز في مجال التكنولوجيا نيكولاس نيغروبونتي الذي أسس مؤسسة "كمبيوتر محمول لكل طفل"، قد لفت إلى ان أيام الكتاب التقليدي أصبحت معدودة، وقدر في مقابلة مع "سي ان ان" بأن ذلك "سيكون في غضون 5 أعوام". وكانت سوق النشر الورقية قد عولت على عودتها الى الواجهة بعد ان دفعت رواية الكاتب الأميركي دان براون "الرمز المفقود" بطبع أكثر من ستة ملايين نسخة منها عام 2009. واعتبر سوني ميهتا الذي يرأس مجموعة "نوف دوبلداي" للنشر انه "حدث عظيم للقراء وبائعي الكتب على السواء". وتوقع مدير التحرير في منشورات (بنغوين) جويل ريكيت أن تهز رواية براون الجديدة سوق النشر الراكدة، وتحث الناشرين على تطوير أدواتهم في تحميل الكتب على الانترنت. وأشار ريكيت الى تصاعد الطلبات في تحميل الكتب ألكترونياً من موقع "اي بوك"، "الأمر الذي يدفعنا الى إعادة دراسة إستراتيجيات التسويق الشائعة والتركيز على السوق الالكترونية عبر الأنترنت". وأكد على أن "الكتاب الألكتروني" سيتطور بشكل متصاعد ومغري في آن واحد، وستكون رواية "الرمز المفقود" أسرع الكتب بيعاً على الانترنت. ويتوقع أن تقوم دور النشر باعلان تخفيضات على بيع كتبها الورقية بعد الانتشار السريع للكتب الألكترونية، في محاولة منها للحفاظ على سوقها في البيع والتوزيع. وامام تراجع عدد القراء واختفاء الصحف واحدة تلو الاخرى يبحث ناشرو الصحف الاميركية بشتى الوسائل على ما يضمن استمراريتها الامر الذي دفعهم الى الاتجاه نحو الكتاب الالكتروني. وتراود بعضهم فكرة جعل متصفحي الانترنت يدفعون لقاء المعلومات المتوافرة لهم على المواقع الالكترونية. وأحد الاقتراحات الذي لاقى صدى بين الناشرين تمحور على بيع اشتراكات تسمح بتحميل الصحف على وسيلة الكترونية شبيهة بكتاب "امازون" الالكتروني "كيندل". وكتبت صحيفة "نيويورك تايمز" ان "المؤسسات الصحافية في وسعها استخدام اجهزة القراءة النقالة الجديدة هذه (...) لتعود بشكل آخر الى مهنتها الاساسية: بيع اشتراكات ودعم مقالاتها من خلال الاعلانات". ويسمح هذا الامر لناشري الصحف بادخار ملايين الدولارات من خلال توفير كلفة الطباعة والنشر.
الكتاب الألكتروني يضع خلفه الكتاب الورقي للمرة الأولى
وتشهد تجارة الكتب زيادة هائلة في الطلب على الكتب الالكترونية يساعدها على ذلك أجهزة مثل أمازون كايندل وخدمات توزيع على الانترنت من خلال غوغل ويستبد بها القلق بعد أن عانت صناعة الموسيقى من تراجع استمر لسنوات. ووجه ممثلون للصناعتين اللوم لأنفسهم خلال معرض فرانكفورت للكتاب لعدم التحرك بشكل أسرع وأكثر حسما للدفاع عن حقوق الملكية الفكرية والاستفادة من الفرص الجديدة التي يتيحها الانترنت. وتأسست بسرعة أسواق قانونية لتجارة الكتب الالكترونية حيث من المتوقع بيع ثلاثة ملايين نسخة قراءة الكترونية في الولاياتالمتحدة. وأعلنت شركة غوغل دخولها الحلبة بمكتبة على الانترنت للكتب الالكترونية يمكن الدخول عليها من أي جهاز كمبيوتر مزود بقارئ للانترنت. ويتيح توزيع الكتب الالكترونية فرصا لا تتوافر لدى الكتب المطبوعة مثل السماح للقراء بتقديم أرائهم وبيع إعلانات الى جانب النصوص ومزايا اضافية مثل اللقاء مع المؤلفين أو نشر فصول من الكتب على حلقات. وأشارت دراسة أعدتها شركة ماجلان ميديا للاستشارات قدمت في معرض فرانكفورت للكتاب الى أنه حتى القرصنة التي قد تعد مصدر الخوف الرئيسي لتداول الكتب الالكترونية عبر الانترنت فانها قد لا تكون على المستوى الذي كان يخشى منه. وكان عملاق الانترنت "غوغل" قد أثار الغضب بسبب دفاعه عن مشروعه القاضي بتحويل ملايين الكتب الى نسخ رقمية من اجل إطلاق مكتبة افتراضية. رولان روس استاذ الادب في جامعة هايدلبرغ (جنوب-غرب المانيا) هو احد منتقدي سعي "غوغل" الى تحويل اعداد كبيرة من الكتب التي نفدت من السوق او النادرة، من اجل عرضها في ما بعد على الانترنت وجني الارباح بواسطة الاعلانات. وقال روس "هذا مشروع هراء من الالف الى الياء. هو بمثابة حملة دعائية هيستيرية". ويحذر من خطر ان يؤدي ذلك الى اختفاء النشر التقليدي قائلا "انتم تحدثون ثورة في سوق الكتب بيد ان الثمن في المقابل هو القضاء على دور النشر المنتجة لهذه الكتب". وردا على هذا الاتهام يقول سانتياغو دو لا مورا احد مسؤولي "غوغل" في بريطانيا "نحن نحل احد اكبر المشاكل العالمية من خلال اعادة الحياة الى الكتب التي يصعب الوصول اليها". ويتابع دو لا مورا ان مشروع "غوغل" سيعيد "احياء هذه الكتب من خلال جعلها في متناول اكثر من 1.8 مليار مستخدم للانترنت، بطريقة مدروسة بشكل جيد". ورفعت "غوغل" من حدة التوتر في فرانكفورت حين اكدت اطلاقها خدمة "غوغل اديشنز" في اوروبا خلال العام 2010، التي تسمح بتحميل كتب كاملة على هاتف نقال او على اي جهاز قراءة رقمي. وبعدما اطلقت "امازون دوت كوم" في وقت سابق خدمة "كيندل" يخشى الناشرون ان يؤدي ظهور منافس جديد الى انهيار مبيعات الكتب "الكلاسيكية". ويرى الناشرون ان "غوغل ايدشنز" قد تشكل خطرا عليهم اكثر من امازون اذ ان كل جهاز الكتروني مزود بمتصفح للانترنت كالهواتف الذكية الى الكتب الالكترونية مرورا بالحواسيب المحمولة او لا، في وسعها الوصول الى قائمة "غوغل اديشنز".