رغم عزوف المستهلكين عن الحطب المستورد وتفضيلهم شراء المحلي، إلا أن وزارة الزراعة طالبت باستغلال فرصة فتح استيراد الحطب والاستثمار فيه، معتبرة على لسان وكيلها للشؤون الزراعية أن استيراد الحطب الخارجي وبيعه محلياً سوق واعدة. كما أكد وكيل وزارة الزراعة الدكتور خالد الفهيد ل”الوطن”، أن حظر بيع الحطب المحلي ما زال قائماً، مشيرا إلى أن ارتفاع أسعار “المحلي” بسبب الحظر، يجعل من الاستثمار في استيراد الحطب سوقا ناجحة، مطالبا المستثمرين بالاستفادة من الوضع الراهن للدخول إلى هذا السوق الواعد. وأضاف الفهيد: “لاحظنا تزايدا في أعداد المستثمرين، بالإضافة إلى وصول كميات من الحطب المستورد في السوق السعودي، والحطب المحلي محظور بيعه، ويجب على المواطنين الاستفادة من المستورد، كونه بأسعار معقولة”. وتأتي هذه التصريحات في الوقت الذي بدأ فيه تجار الحطب بأخذ مواقعهم المعتادة كل موسم شتاء، وتجاوز آخرون تعليمات الوزارة بحظر بيع الحطب المحلي في أوقات محددة خلال الموسم، في حين تتفاوت أسعار الحطب حسب حجم المركبة ونوع الحطب بين 7 و 12 ألف ريال. وخلال فصل الشتاء تتعدد وسائل التدفئة، ويقبل العامة على شراء الحطب بأنواعه المختلفة، محبة منهم في هذا الموروث القديم ما يجعل السوق يشهد حراكا نشطا وسط عرض أنواع كثيرة من الحطب من مختلف مناطق المملكة وخاصة من المنطقتين الغربية والجنوبية، مع أن هناك قرارا بمنع الاحتطاب المحلي وبيعه، الا أن الحطب المحلي يتميز بسرعه الاشتعال وطيب الرائحة وبقاء جمراته لفترات طويلة، فيما تكون حرارته من المتوسطة إلى القوية، ولكل نوع ميزة تفضله عن الآخر. “الوطن” قامت بجولة ميدانية على بعض نقاط بيع الحطب في العاصمة، والتقت فهد حمود أحد كبار السن، الذي وصف الحطب على أنه يختلف لدى الناس من ناحية النوع والأفضلية، من خلال تجربته الطويلة، مشيراً إلى أن الغالبية تتفق على أن السمر يأتي في المرتبة الأولى ثم الأرطاء، يليه الغضى، ومن ثم الطلح، وبعده السلم وغيره من الأنواع الأخرى من الرمث والقرض. وعن عمليات استيراد الحطب قال حمود إنها لا تفي بالغرض، فيما يوجد في بلادنا الكثير من أجود أنواع الحطب والأفضل على الإطلاق، أما عبدالله العتيبي فأكد أن الحطب المحلي أفضل بكثير من المستورد، مضيفاً أن أكثر أهالي منطقه نجد والشمال يفضلون الحطب من نوع السمر ونوع الأرطاء والغضى ونوع الغضى والسمر، أما أهالي المنطقة الجنوبية فيفضلون الطلح والسمر. ووصف أكثر المتجولين في السوق، الأسعار مع بداية فصل الشتاء ب”المعقولة” إلى حد ما، متوقعين زيادتها مع حاجة الناس وزيادة البرد الذي تصل فيه الأسعار إلى مبالغ كبيرة.