يتوقع أن يعود لليمن خلال الأيام المقبلة مبعوث الأممالمتحدة جمال بنعمر، لتحريك الملفات الشائكة في مؤتمر الحوار الوطني، الذي يواجه بعض التعثر في قضايا لم يحصل حولها اتفاق، خاصة موضوع عدد أقاليم الدولة الاتحادية المقبلة. وأكدت مصادر يمنية ل»الوطن» أن بنعمر سيعيد تنشيط الاتصالات التي توقفت خلال إجازة عيد الأضحى مع الأطراف المشاركة بالمؤتمر، خاصة مع مكون الحراك الجنوبي الذي يقوده محمد علي أحمد. وأكد أمين عام مؤتمر الحوار أحمد عوض بن مبارك، أن اللجنة المصغرة للحلول والمعالجات بفريق القضية الجنوبية ستستأنف اجتماعاتها عقب وصول بنعمر. من جانبه، ناشد رئيس فريق القضية الجنوبية محمد علي أحمد، الرئيس عبدربه منصور هادي، الدول الراعية للمبادرة الخليجية «تنفيذ شروط التفاوض بنقل المرحلة القادمة لمجموعة ال(8+8) خارج صنعاء بسبب الوضع الأمني المتردي بالبلاد». وأشار إلى معلومات تفيد بوجود خطة تصفيات جسدية ستطال أعضاء الفريق الجنوبي امتدادا لمحاولات سابقة طالته شخصيا، إلا أن ذلك لم يمنعهم من مواصلة الحوار». وجدد أحمد موقف الحراك من الحوار، بأنه «لم ولن يكون معطلاً له، وهو موقف ينبع من حرص المكون على إنجاح الحوار والخروج بنتائج يقبلها شعب الجنوب». وطالب أحمد ب»عدم التدخل في مكون الحراك الجنوبي المكون من 85 عضوا، من قبل القوى النافذة، ومعاملته أسوة ببقية المكونات السياسية واحترام قيادته». وجاء موقف أحمد بعد تزايد تذمر الرئيس هادي من مواقفه المعرقلة للحوار، والتي وصلت حد الابتزاز، ما دفع بعض المراقبين للاعتقاد بأن هادي بدأ يفكر في استبدال أحمد من رئاسة فريق القضية الجنوبية وانتخاب قيادة جماعية من 5 أشخاص لمنعه من اتخاذ قرارات انفرادية كما حدث لدى إقالة نائب رئيس الفريق ياسين مكاوي، الذي خالف قرار الحراك وحضر الجلسة الافتتاحية من الجلسة الثالثة والختامية للمؤتمر . من جهة أخرى، أعلنت منظمة هيومن رايتس ووتش المعنية بحقوق الإنسان أمس، أن الهجمات الصاروخية الأميركية و الهجمات بطائرات بلا طيار (درون) قتلت عشرات المدنيين باليمن. وتحدثت المنظمة في تقرير مؤلف من 96 صفحة عما وصفته بست هجمات عسكرية أميركية «لم يعترف بها» على أهداف في اليمن، والتي إما انتهكت بشكل واضح أو محتمل القانون الدولي. وقتل 82 شخصا بينهم 57 مدنيا خلال الهجمات الست التي بحثتها المنظمة. ووقع هجوم منها عام 2009 وبقية الهجمات في 2012 و2013. وأوقع هجومان باليمن أحدهما في سبتمبر 2012 والآخر في ديسمبر 2009 ما وصفته هيومن رايتس ووتش بأكبر عدد من الضحايا من المدنيين. وفي الثاني من سبتمبر عام 2012 في الوقت الذي حلقت فيه طائرتان أميركيتان بلا طيار فوق المنطقة المستهدفة هاجمت طائرتان إضافيتان بلا طيار أو طائرتان حربيتان سيارة تتحرك شمالا من مدينة رداع اليمنية. وقالت المنظمة إن الهجوم أسفر عن مقتل 12 راكبا في السيارة بينهم ثلاثة أطفال وامرأة حبلى في انتهاك لقانون الحرب الذي يحظر الهجمات التي لا تميز بين المدنيين والمقاتلين. وأضافت أن هدف الغارة كان على ما يبدو زعيما قبليا يدعى عبدالرؤوف الذهب. ولم يكن الذهب في السيارة عندما هوجمت ولم يتضح ما إذا كان عضوا في تنظيم القاعدة في جزيرة العرب. ومن بين الهجمات الست، أربع ضربات على الأقل نفذتها طائرات بلا طيار تطلق صواريخ. والخامس نفذته إما طائرات بلا طيار أو طائرات، والسادس كان بصواريخ كروز ذكرت المنظمة أنها أطلقت قنابل عنقودية. وفي 17 ديسمبر عام 2009 أطلق ما يصل إلى خمسة صواريخ كروز تابعة للبحرية الأميركية على قرية يمنية ما أسفر عن مقتل من وصفتهم الحكومة اليمنية بأربعة وثلاثين «إرهابيا» في معسكر تدريب. لكن هيومن رايتس ووتش قالت إن تحقيقا حكوميا يمنيا لاحقا أوضح أنه بالرغم من أن 14 من مقاتلي تنظيم القاعدة في جزيرة العرب قتلوا في الهجوم فقد قتل أيضا 41 مدنيا على الأقل بينهم تسع نساء و21 طفلا.