انتقلت حالة التأييد لموقف الاعتذار السعودي عن عدم قبول عضوية مجلس الأمن الدولي، من مواقف الدول إلى المنظمات. وسجلت كل من جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي تأييدهما لموقف الرياض. وبينما أكدت الأولى أن المجموعة العربية هي أكثر مجموعة عانت من عدم قيام المجلس بمسؤولياته، رأت الثانية أهمية التمثيل الإسلامي داخل مجلس الأمن بالنظر للوزن الديموجرافي والسياسي الذي تشكله ونسبة عضويتها داخل الأممالمتحدة. الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي، أكد أحقية المملكة في احتجاجها على أسلوب إدارة مجلس الأمن وعدم قيامه بمسؤولياته في حفظ الأمن والسلم الدوليين، موضحا أن المجموعة العربية هي أكثر مجموعة عانت من عدم قيام مجلس الأمن الدولي بمسؤولياته على مدى أكثر من ستة عقود فيما يتعلق بفلسطين وسورية. وأعرب العربي عن أمله في أن يدفع القرار السعودي الجهود التي تُبذل منذ سنوات لتطوير وإصلاح مجلس الأمن، مؤكداً أهمية ما جاء في بيان المملكة العربية السعودية بشأن عجز مجلس الأمن عن حل عدد من القضايا الحيوية مثل القضية الفلسطينية، أو وضع حدد للمأساة الإنسانية في سورية، أو جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل. وأضاف "أن مجلس الأمن في حاجة إلى إصلاح شامل يتضمن تحديد نطاق استخدام أو التلويح باستخدام الفيتو من قبل الدول الخمس دائمة العضوية في المجلس"، فيما شدد على ضرورة إعادة النظر في أسلوب مباشرة مجلس الأمن لمسؤوليات حفظ السلم والأمن الدوليين وضرورة تطوير عمله طبقاً لأحكام ميثاق الأممالمتحدة. ولفت الأمين العام للجامعة الانتباه بصفة خاصة إلى قراري مجلس الأمن رقم (242) لعام 1967، ورقم (338) لعام 1973، اللذين يقضيان بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية المحتلة وانسحاب إسرائيل إلى خط الرابع من يونيو لعام 1967، وكذلك القرارات الخاصة بالقدس التي لم يباشر مجلس الأمن مسؤولياته نحو تنفيذها. التأييد الإسلامي للخطوة السعودية، كان حاضرا كذلك عبر بيان أصدره أمين عام منظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلي، والذي رأى أن الاعتذار السعودي يعكس حرص المملكة على تحقيق الإصلاح المنشود لأجهزة الأممالمتحدة وخاصة مجلس الأمن. وأعرب أوغلي عن أمله فى أن تؤدي هذه التطورات إلى الإسراع فى عملية إصلاح مجلس الأمن، بتعزيز شفافيته ومساءلته وتمثيله وتحقيق ديموقراطيته لكي يتمكن من الاضطلاع بدوره كاملا في صون السلم والأمن الدوليين وفقًا لميثاق الأممالمتحدة، مؤكدا أن الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي لها مصلحة مباشرة وحيوية في إصلاح مجلس الأمن، مذكرًا بمطالبتها بالتمثيل المناسب في المجلس بما يتماشى مع وزنها الديموجرافي والسياسي، وبما يتفق ونسبة عضويتها في الأممالمتحدة ولضمان تمثيل الأشكال الرئيسية للحضارات في المجلس. من جهتها، أعربت البحرين عن تأييدها لموقف المملكة المتمثل في رفضها لشغل مقعد غير دائم بمجلس الأمن الدولي. وأوضحت وزارة الخارجية أن موقف المملكة يشكل رسالة واضحة الدلالة في مواجهة ازدواجية المعايير الدولية بشأن القضايا العربية، كما يعبر عن ضرورة الوصول إلى قرار عالمي لإصلاح أجهزة الأممالمتحدة وخاصة مجلس الأمن الدولي. فيما أكدت الإمارات من جانبها مساندتها لقرار المملكة رفض شغل مقعدها غير الدائم في مجلس الأمن. وقال وزير الخارجية الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان إن الإمارات تتفهم حالة الإحباط العامة التي أدت بالمملكة إلى اتخاذ هذا القرار ومسبباته الواردة، ومن ضمنها الأداء غير الفعال لمجلس الأمن تجاه العديد من قضايا المنطقة التاريخية منها والملحة. وأضاف "أن الإمارات، إذ تؤكد إيمانها الكامل بالآليات الدولية والعمل الجماعي الدولي فإنها ترى أن الموقف المبدئي الذي أعلنت عنه المملكة العربية السعودية يلامس الضمير العربي والإسلامي وخاصة فيما يتعلق بعجز هذه الآليات عن التعامل بموضوعية مع هموم المنطقة وقضاياها بل وفي العديد من الحالات تهميش آراء دول المنطقة ومواقفها فيما يتصل بقضاياها المصيرية والحيوية. نشار ل"الوطن" : الموقف إدانة للصفقات الإقليمية الدمام: هند الأحمد قال عضو الائتلاف الوطني السوري المعارض سمير نشار ل"الوطن" أمس، "نظرنا بكل تقدير وامتنان لموقف المملكة من رفضها عضوية مجلس الأمن"، مشيرا إلى أن رئيس المجلس الوطني السوري أحمد الجربا بعث برسالة شكر لوزير الخارجية الأمير سعود الفيصل يوضح فيها شكره وتقديره للمملكة على هذا الموقف المتقدم والمتميز الذي أعربت عنه المملكة بنقدها للمعايير المزدوجة التي يعمل بها مجلس الأمن الدولي الذي لم ينصف الشعب السوري، وأضاف نشار "نحن كثوار ومعارضة وأكثرية من الشعب السوري نرجو أن يبنى على موقف المملكة هذا موقف الدول الشقيقة والصديقة للشعب السوري بحيث يكون موقفاً موحداً أمام الطموحات الإقليمية سواءً أكانت لإيران أو الطموحات الدولية التي تعقد الصفقات على حساب شعوب المنطقة وخاصة الشعوب العربية في منطقة الشرق الأوسط".