في إحدى باصات الحجيج المتجهة إلى صالة الحجاج بمطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة، والمغادرة إلى بلادها، حيث كانت أجواء الحافلة مزيجا بين "الفرح والحزن"، فأما فرحهم فقد كان لأدائهم مناسك حج بيت الله الحرام وقضائهم الركن الخامس من أركان الإسلام، مؤملين أن يتقبل الله دعاءهم وحجهم. أما حزنهم فجاء نتيجة الاستماع لتسجيل صوتي للشيخ ياسر الدوسري للقصيدة الشهيرة "يا راحلين إلى منى بقيادي ** هيجتمو يوم الرحيل فؤادي، سرتم وسار دليلكم يا وحشتي ** الشوق يقتلني وصوت الحادي"، فكما كانت بالنسبة لهم قصيدتهم الافتتاحية كانت هي في وداعهم عند فراق المشاعر المقدسة وبيت الله الحرام، غير عابئين بالاكتظاظ بمزامير الحافلات أو حتى بأصوات الفرق الميدانية المتخصصة في تسهيل إجراءات سفرهم. وكانت صور هواتفهم النقالة، التي صوروها في الحج، شريط الذكريات السريع، لأغلبهم وهم ينتظرون في صالة المغادرة، بل إن بعضهم أخذ زاوية أخرى منعزلاً عن الفوج المنضم إليه وكأنه يحكي قصة وداعه بلغة "الصمت" لا الكلام، فيما بعضهم استقبله أهله المقيمون في المملكة عند الصالة الشمالية لمطار المؤسس، مودعين بالأحضان والدمعات، كما فعلت إحدى السيدات مع شقيقتها وهي تهم بحمل حقائبها متجهة إلى مكتب قطع تذكرة الطائرة المتجهة إلى لبنان. فيما قال المتحدث الرسمي للمديرية العامة للجوازات المقدم أحمد اللحيدان ل "الوطن": إن عدد الحجاج المغادرين من جميع منافذ المملكة البرية والجوية والبحرية، تجاوزوا ما يقرب من 100 ألف حاج، خلال اليومين الماضيين"، علماً وبحسب مصادر "الوطن"، فإن عملية مغادرة حجيج بيت الله الحرام، بدأت منذ الجمعة الماضية. من جهته، قال مدير ميناء جدة الإسلامي الكابتن ساهر طحلاوي ل "الوطن"، إن أكثر من ألفين و450 حاجا غادروا الميناء في اليومين الماضيين، في رحلتين مستقلتين، تحملهما عبارتا نور ومودة، مضيفاً أن أغلب المغادرين هم من الحجاج السودانيين البالغ عددهم 18 ألف حاج، قدموا لأداء مناسك حج الموسم الحالي من جهة البحر. وأوضح أن عدد الرحلات التي من المفترض أن تقل "حجيج البحر" 20 رحلة تباعاً في الأيام المقبلة. وبحسب رئيس مجلس إدارة المؤسسة الأهلية لمطوفي حجاج الدول العربية فيصل محمد نوح ل "الوطن" فإن عدد حجاج الدول العربية الذين غادروا حتى أول من أمس بلغ 75 ألفا و517 حاجا من جميع المنافذ.