تصاعدت حدة الجدل حول مقر محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي، وسط تواتر معلومات حول عقدها إما بمعهد أمناء الشرطة بطرة، أو داخل أكاديمية الشرطة. بينما حذر عدد من الخبراء الأمنيين والسياسيين من محاولة جماعة الإخوان المسلمين استغلال محاكمة الرئيس المعزول، المقرر انعقاد أولى جلساتها في الرابع من نوفمبر المقبل، لنشر العنف والفوضى. وقال مساعد وزير الداخلية الأسبق اللواء حسام لاشين: "الإخوان ربما يلجؤون لأعمال عنف خلال المحاكمة، وأتوقع مهاجمتهم مقر المحكمة أثناء سير إجراءات القضية، وهناك لجنة من هيئة المحكمة التي ستنظر القضية زارت معهد أمناء الشرطة لمعاينة القاعة، والتأكد من إمكانية تأمينها بشكل يحول دون مهاجمتها، وسبب اختيار هذا المعهد هو قربه من منطقة السجن، بما يسهل عملية نقل المتهمين، لمسافة قصيرة، تجنبا لتعرض موكب تأمينهم لأي عمليات تفجيرية، وهو ما يجعل هناك تخوفا من تعرض المدرعات المشاركة في تأمين الموكب لمثل تلك العمليات الإرهابية، ومن حق الشرطة، نقل المتهمين لأي سجن لقضاء مدة الحبس الاحتياطي، بما يتوافق مع الإجراءات الأمنية. بدوره، قال الخبير العسكري اللواء حسام سويلم: "من المنتظر تسجيل المحاكمة وإذاعتها على الهواء بعد ذلك، ولا أتوقع اقتراب الإخوان وحلفائهم من مقر المحاكمة؛ لأن هذا سيعرضهم لمواجهة مباشرة مع قوات الأمن، وقوات الشرطة والجيش القادرة على حماية مقر انعقاد الجلسة". من جانبه، قال نقيب المحامين سامح عاشور: "أنصار الجماعة سيحاولون احتلال الميادين العامة وإعلان الاعتصام بالميادين الكبرى مثل "التحرير" و"رابعة" و"النهضة"، خلال محاكمة مرسي، وأتوقع أن يستغلوا انشغال الأجهزة الأمنية وتوجيه الاهتمام لتأمين مقر المحكمة ليتمكنوا من السيطرة على عدد من الميادين مرة أخرى. في ذات السياق، طالب المتحدث باسم اتحاد شباب الثورة وعضو المكتب السياسي لتكتل القوى الثورية تامر القاضي، بأن تتم إذاعة محاكمة مرسي على الهواء مباشرة أسوة بمحاكمة الرئيس الأسبق حسني مبارك، مؤكدا قدرة القوات المسلحة على تأمين المحاكمة حتى تتم بشكل آمن ومستقر، رغم إشارات التهديد التي تبعثها الجماعة". إلى ذلك، قال المستشار السابق للرئيس المعزول والقيادي بحزب النور الدكتور خالد علم الدين، إن فشل المبادرات التي تقدم من بعض السياسيين ناتجة عن عدم قدرة أي طرف على طرح رؤية سياسية وضمان تنفيذها. وقال: "لا قيادات الإخوان التي تتفاوض تملك حق التفاوض، ولا الشخصيات التي تقدم المبادرات قادرة على إقناع السلطة برؤيتها، وذلك في ظل المناخ المسموم الذي انتشر في الأجواء والانقسام الحاد الذي استشرى في المجتمع، وكذلك خوف القيادات من مصارحة الأتباع بحقيقة الموقف وخطورته على الوطن.