ل 3 أيام متتالية يخرج وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة، ويؤكد خلو "الحجاج" من الإصابة بفايروس "كورونا"، جازما أن الإصابة تساوي "صفر"، رغم وجود نحو 1.5 مليون حاج يقيمون في مساحة ضيقة لا تتجاوز 5 ملايين متر مربع، هي مساحة مشعر منى. "الوطن" تجاوزت تصريحات وزير الصحة نحو "التقصي"، والبحث عن إجابة ل"سؤال" قد يبدو محيرا، وهو "كيف جزم الربيعة أن أي فرد من بين 1.5 مليون حاج غير مصاب ب"كورونا؟"، بل كيف عرف وزير الصحة خلال ساعات تفصل بين تصريحاته أن الحج خال من هذا الفايروس، وهل تمكن خلال هذه الساعات من إعادة فحص جميع الحجاج؟. رحلة التقصي التي نفذتها "الوطن" لم تدم طويلا، بل كانت مشابهة لرحلة التقصي التي ينفذها وزير الصحة، إذ بدأت الرحلة بسؤال مفاده "ما أعراض كورونا؟"، واتفق عدد من الأطباء المنتشرين بالمراكز الطبية بمشعر منى أن أعراض "كورونا" هي طفح جلدي وغثيان وارتفاع في درجة الحرارة لن يقل عن 39 درجة مئوية. الخطوة الثانية في رحلة البحث، كانت بسؤال "كيف إذا لم يراجعكم المريض؟"، واتفقت إحابات الأطباء على أنه لا يمكن ل"بشر" أن تصل درجة حرارته 39 درجة مئوية، ولا يراجع أقرب مركز صحي أو مستشفى، وهي لحظة بداية "الفحص" التي يخضع لها كل حاج يشكو ارتفاعا في درجة الحرارة، مصحوبة بأعراض فايروس "كورونا". الخطوة الثالثة هي مرحلة الفحص، والتي تحدث عنها ل"الوطن"، مدير المختبر الإقليمي لبنوك الدم بالعاصمة المقدسة الدكتور طالب باناصر، مؤكدا أن رحلة الكشف عن "كورونا" تبدأ باستنفار حال الاشتباه في إصابة المريض بظهور أعراض معينة، بعدها يتم أخذ عينة من "لعاب" المريض، وتسلم خلال دقائق للمختبر الإقليمي الخاص بالكشف عن الفايروس. وقبل العودة لحديث باناصر عن آلية إخضاع العينة للتحليل "السريع" في المختبر، وعدم قدرة وزارة الصحة على "إخفاء النتيجة"، تأكد ل"الوطن" أن الوزارة تمتلك أحدث مختبر على مستوى مدن المملكة، ويقع في مجمع مدينة الملك عبدالله الطبية المحاذية لمشعر منى من الناحية الجنوبية الغربية، ويعمل هذا المختبر ك"مختبر عالمي" تخضع نتائجه لمعايير الوزارة ومنظمة الصحة العالمية التي يقف موفدها على نتائج تحليل العينات. وبالعودة لحديث باناصر، فقد كشف أن رحلة فحص عينة المشتبه بإصابته ب"الفايروس" تستغرق 8 ساعات فقط من الاشتباه حتى وصول النتيجة من المختبر، بعد أن كانت تستغرق العام الماضي من 24 إلى 36 ساعة. وأشار إلى أن الإجراء المتبع في حالة وجود اشتباه هو إبلاغ إدارة الطب الوقائي فورا، ومن ثم الحصول على كود ل"العينة" ونقلها للمختبر المتخصص في أسرع وقت، وعزل المريض بانتظار النتيجة. الخطوة الأخيرة تتمثل في إبلاغ إدارة الطب الوقائي وتحديدا مسؤولها الأول المرتبط ب"الوزير" مباشرة، حال ثبت إصابة المريض، أو اتخاذ الإجراءات العلاجية اللازمة في حالة كانت النتيجة سلبية، واستمرار متابعة حالة المريض حتى الاطمئنان على تعافيه.