كشفت دراسة حديثة أصدرها مركز "الجزيرة للدراسات" خلال الشهر الجاري أن قوة تنظيم القاعدة على المديين القريب والمتوسط سوف تزداد، وانتشاره الجغرافي سوف يتسع، مشيرة إلى "أن الحرب التي تشنها الولاياتالمتحدة وحلفاؤها ضده قد فشلت في تحجيمه أو القضاء عليه، فإن الوقت قد حان لإعادة النظر في إستراتيجيات الصراع والمواجهة بأكملها والعمل على وضع إستراتيجيات بديلة". وأشار الباحث والمؤرخ بشير نافع - في أجزاء الدراسة- إلى أن "المراقبين والمختصين رصدوا خلال 2009 -2010 تزايد التقارير عن اتساع نطاق نشاطات القاعدة والمجموعات المسلحة والإرهابية المحلية المرتبطة، وكان الجدل متعدد الأوجه حول التطورات في بنية القاعدة ونشاطاتها بعد انهيار نظام طالبان في أفغانستان قد انتهى إلى أن القاعدة لم تعد تنظيمًا مركزيًا، وأنها تنشط عبر عشرات، وربما مئات، الخلايا في مختلف أنحاء العالم، أو من خلال علاقات تحالفية مع جماعات ولدت محليًا وباستقلال عن التنظيم الأم". وشددت الدراسة على ما أسمته "حتمية" تغيير الولاياتالمتحدة خصوصا والغرب عموما من سياساتهم إزاء العالمين العربي والإسلامي؛ "تلك السياسات التي تفهمها قطاعات واسعة من الرأي العام في هذه الرقعة الجغرافية الواسعة والحيوية من العالم على أنها نوع من الهيمنة ومحاولة للسيطرة على الثروات والمقدرات". وربطت الدراسة بين "مواجهة القاعدة ومطالب شعوب المنطقة" إزاء تغيير سياسة وإستراتيجية الولاياتالمتحدة بوقف الدعم،"المطلق لإسرائيل"، وإنهاء الاحتلال لكل من "أفغانستان، والعراق"، وعدم دعم الأنظمة المستبدة التي يرجع إليها السبب المباشر – بحسب الدراسة- في تحول بلدانها إلى بلدان رخوة وهشة يسهل على تنظيم القاعدة اختراقها والعمل فيها. ووفقاً للدراسة فإن "العوامل السابقة " تمثل أبرز العوامل التي تمهد التربة العربية والإسلامية لبروز الأفكار المتشددة كتلك التي يتبناها تنظيم القاعدة. وبغير التعامل الجاد مع هذه الأسباب وتلك المسببات فإن أي إستراتيجية ستوضع للقضاء على تنظيم القاعدة لن يكتب لها النجاح وسيكون مصيرها الفشل كالإستراتيجيات السابقة، مهما بذلت من جهود وأنفقت من أموال على ما يسمى حملات "غسيل القلوب والعقول"