تتعرض كثير من النساء لمشكلة الإجهاض المتكرر ويحدث عادة 3 مرات متتالية وذلك قبل الأسبوع ال20 من بداية الحمل. وقالت أخصائية النساء والتوليد الدكتورة سحر العزاوي، إن هناك عوامل ونسباً مئوية للإجهاض مقارنة بزيادة عمر المرأة، فمن هن دون سن الثلاثين يحصل الإجهاض المتكرر لديهن بنسبة 2%، و10% لمن هن أكبر من 40 سنة، و50% لمن هن أكبر من 45 سنة. ومن العوامل التي تسهم في حدوث الإجهاص العوامل الوراثية وهي عبارة عن خلل أو تشوهات صبغية في الكروموسومات لدى أحد الزوجين أو كليهما، وتتسبب في 70% من إسقاطات الثلث الأول و30% من إسقاطات الثلث الثاني من الحمل و3% من وفيات الأجنة داخل الرحم، وفي هذه الحالة تجرى تحاليل للزوجين وللجنين المجهض في محاولة لإيجاد الخلل الكروموسومي. وهناك عوامل تتعلق بجهاز المناعة "إضرابات مناعية" فبما أن الجنين نصفه يأتي من الرجل فعلى جسم الأم أن يتفاعل بطريقة لتقبل ذلك الجزء الغريب من غير أن تهاجم الجنين أو ترفضه، وهذا دور جهاز المناعة في جسم المرأة الذي يوقف هذا التفاعل، ووجود خلل في هذا النظام يؤدي إلى اعتبار الجنين جسما غريبا تجب مهاجمته ومحاربته لتكون النتيجة الإجهاض المتكرر. تشوهات الرحم وتسهم تشوهات الرحم بشكل كبير في نسبة غير بسيطة من الإجهاض المتكرر وتتضمن: خللا خلقيا كالحاجز الرحمي ويشكل 70% من أسباب الخلل التشريحي، ويتم تشخيصه عن طريق جهاز الموجات فوق الصوتية المهبلي، وتكمن مشكلة الحاجز الرحمي بأنه يغير من الشكل التشريحي للرحم، إضافة إلى احتوائه على شعيرات دموية أقل لا تكون كافية لتغذية الحمل، ويتم العلاج غالبا بالتدخل الجراحي بواسطة المنظار الرحمي. وهناك أيضا التصاقات داخل الرحم وقد تنتج عن التهابات رحمية شديدة، أو بعد عمليات التنظيفات أو بعد العمليات الجراحية الرحمية بشكل عام كعملية استئصال ألياف الرحم. بالإضافة إلى الألياف الرحمية وتعتمد في تأثيرها على موقعها من الرحم وتتداخل مع انغراس الجنين في بطانة الرحم فوق الليف، ويكون الحل بالتدخل الجراحي بواسطة المنظار الرحمي، كما أن ارتخاء عنق الرحم يتسبب في إسقاطات الجزء الثاني من الحمل وليس الأول ويمكن أن يفيد ربط عنق الرحم. الالتهابات أية إصابة شديدة جرثومية كانت أو فيروسية يمكن أن تؤدي إلى الإجهاض، فإصابة المهبل بالبكتيريا تسبب الإسقاط في الجزء الثاني من الحمل، كما قد تسبب الولادة المبكرة والعلاج في هذه الحالة يتم بالمضادات الحيوية. وهناك أيضا الأسباب البيئية التي تسبب الإجهاض ومنها: التعرض للإشعاع بكميات كبيرة، العلاج الكيماوي للسرطان، التدخين لدى الرجل والمرأة معا، تناول الكحول بكميات كبيرة، والتعرض لمواد كيماوية مثال على ذلك غاز التخدير أو الفورمالين، والبنزين والرصاص أو الزرنيخ. وقالت الغزاوي: "ببساطة قد يكون عمرك عاملاً مؤثراً في حدوث الإجهاض، فكلما كنت كبيرة نسبياًّ في السن، زاد احتمال تعرّضك للإجهاض المبكر، يعتبر هذا الأمر شائعا جدا ويحدث في كثير من الأحيان بسبب مشكلة تحدث للجنين مرة واحدة أثناء مراحل نموه وتطوره، على الرغم من جميع هذه الأسباب المحتملة، لا يتم معرفة سبب حدوث حالات الإجهاض المتكررة في كثير من الأحيان، وتسمى هذه الحالة الإجهاض المتكرر غير المبرر (الذي لا تفسير له)، ومع اكتشاف المزيد حول أسباب حدوث الإجهاض المتكرر، قد يقل عدد الحالات التي لا تفسير لها. وعن أنماط الإجهاض تضيف الدكتورة سحر، أنها كثيرة ومتعددة ومنها: التهديد بالإجهاض: وفيه يظهر نزف مهبلي قبل الأسبوع ال20 ويكون عنق الرحم مغلقا. والإجهاض المحتم: نزف مهبلي مع (مغص) ويكون عنق الرحم متوسعا جزئيا. والإجهاض غير التام: إضافة إلى النزف المهبلي والمغص وتوسع عنق الرحم يحدث مرورا لمحصول الحمل. والإجهاض التام: بعد طرح محصول الحمل تختفي التقلصات ويتوقف النزف ويغلق عنق الرحم. والإجهاض الفائت أو المنسي: بقاء محصول الحمل عدة أسابيع بعد وفاته. العلاج وعن العلاج تقول الغزاوي: إنه يجب التحري عن أسباب حالات الإجهاضات المتكررة وبشكل دقيق ومن ثم المتابعة الدقيقة للحمل. وينصح بإجراء الفحوصات التالية في حالات الإسقاط (الإجهاض) المتكرر وهي: فحص كروموسومات للزوجين، فحص كروموسومات الأجنة بعد الإسقاط، فحص الرحم بجهاز الموجات فوق الصوتية (المهبلي)، فحص المبايض بنفس الجهاز سابق الذكر، إجراء فحص للرحم عن طريق التنظير الرحمي، وفحص للدم. أما بالنسبة لتشوهات الرحم الخلقية فيمكن لكثير منها إصلاحه بتنظير باطن الرحم بدلا من الجراحة، وبالنسبة لقصور الفوهة الباطنة لعنق الرحم أيضا يمكن تطويق العنق في نهاية الثلث الأول من الحمل بين الأسبوع ال12 14، ومن ثم يجب رفع معنويات المريضة مع طمأنتها والعناية بها.