أكد مفتي عام المملكة، رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، أن الناس فيهم خير، لكنهم يحتاجون إلى من يوقظ الهمم، ويشد عزائمهم ويعينهم على الخير، ويوقظهم من الغفلة، ويهديهم إلى الطريق المستقيم. وأشار إلى أن الدورة المكثفة لحفظ القرآن الكريم، التي دعي إليها عدد من أبناء المسلمين داخل المملكة وخارجها، واجتمعوا على القرآن الكريم تعلما واستفادة، وعلى الأخوة بالدين والالتقاء على الخير والتقوى، نعمة عظيمة تذكرنا بقول الله عز وجل "واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته أخوانا". وأضاف أن هذه الحلقات العلمية لا تبقى فيها سوى أخوة الإسلام الصادقة وأخوة الإيمان والالتقاء على الخير والبر والتقوى، مبيناً أن الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمحافظة الطائف تسعى من خلال القائمين عليها للخير دوما لإخوانهم المسلمين عموما. جاء ذلك خلال الحفل الذي نظمته الجمعية مساء أول من أمس لتكريم الدارسين في دورة الشيخ علي بن محمل العتيبي رحمه الله، لحفظ القرآن الكريم الصيفية المكثفة التاسعة لعام 1431، وتخريج الدفعة الثانية من معهد أبي عبدالرحمن السلمي لمعلمي القرآن الكريم لعام 1431، وذلك في قاعة الاحتفالات بمقر الجمعية بحضور رئيس مجلس القضاء الأعلى الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد. وقال المفتي العام في كلمته إن هذا الزمن تكاثرت فيه دواعي الفتن والصدود عن الخير ووسائل الإعلام المختلفة واشتغال الناس بالقيل والقال إلا أن القرآن لا يزال سهلا لمن أراده، ميسرا لمن طلبه، والناس فيهم خير لكن يحتاجون إلى من يوقظ الهمم، ويشد عزائهم ويعينهم على الخير، ويوقظهم من الغفلة، ويهديهم إلى الطريق المستقيم. ووجه حديثه للمتخرجين قائلا: سيروا على بركة الله واحفظوا كتاب الله واحرصوا على أن تكرروا ما حفظتم وأن تعيدوه مرارا وتكرارا، فالقرآن، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم "تعاهدوا هذا القرآن فوالذي نفسي بيده لهو أشد تفلتا من الإبل في عقلها "، داعيا المتخرجين الذين منّ الله عليهم بهذه الجمعية المباركة وعنايتها الموفقة وجهودها المتواصلة لشكر الله على كل شيء وكل حال" ثم أشكروا لهذه الجمعية نشاطها وقيامها بالواجب وليكن ذلك في نفوسكم دائما تدعون لهم بالخير، فإنهم صنعوا لكم معروفا عظيما، ومن صنع لكم معروفا فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونهم به فادعوا الله لهم حتى تكافئوهم". وأضاف مفتي عام المملكة: إن الجمعية التي عرفناها وشاركناها منذ عشرات السنين، وجدناها جمعية قوية منظمة تمشي بخطوات مباركة وعلى نظام مستقل وتوجه جيد وعلى نظرة للمستقبل. ولقد أشرفنا على أوقافها وعلى ما يحصل لها من خير وعلى ما تقوم به إدارة الجمعية من نشاط مبارك حتى أصبحت الجمعية تكتفي في معظم أمورها، وأرجو أن يأتي الوقت الذي تقوم فيه على أقدامها مستغنية بما يسر الله لها من الأوقاف والخير. وشدد آل الشيخ على أهمية مساعدتها وإعانتها ودعمها والوقوف معها، لأنه عمل مشرف وخير ووقف مبارك وصدقة جارية وأعمال خير متواصلة.