رغم أن الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد "نزاهة" رفعت تقريرا مطولا لوزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة مكونا من 55 صفحة، ويضم 40 تجاوزا في مستشفى الأرطاوية العام، إلا أن مدير المستشفى الأخصائي سعود الأرقط استغرب التقرير دون زيارة "نزاهة" للمستشفى وأكد ل"الوطن" أن الهيئة لم ترسل أي موظف من طرفها لزيارة المستشفى، حتى تخرج بهذه الحصيلة من التجاوزات. وفيما لم يبد أي تشكيك في مصدر تقرير "نزاهة"، استبعد أن يكون أحد قد استخدم ورق الهيئة لتصفية الحسابات مع المستشفى أو أي من مسؤوليه. وشدد الأرقط على أن المستشفى ينتظر أن تفصح الهيئة عن التقرير بشكل رسمي، من أجل أن يقوم بالرد عليه، كونه حمل مغالطات ومعلومات غير صحيحة. وتضمن تقرير "نزاهة" لوزارة الصحة ملاحظات حول تدن وقصور في مستوى الخدمات الطبية التي يقدمها مستشفى الأرطاوية العام "70 كلم شمال محافظة المجمعة"، واصفا ذلك بأنه لا يخرج عن مفهوم الفساد أو الاهمال الذي يستوجب المساءلة. وكشفت "نزاهة" في تقريرها عن خروج مدير المستشفى باستمرار عند الساعة العاشرة صباحا، وعدم وجود مدير طبي بعد نهاية الدوام الرسمي لقسم الطوارئ، إلى جانب عدم وجود طبيبة للنساء والولادة للكشف على المراجعات، مع وجود مكاتب مؤثثة وحديثة مفتوحة على مصراعيها ممتلئة بالغبار والأتربة. وذهب التقرير إلى أن دورات المياه تفتقر لأدنى مقومات الصحة العامة، واستبدل فيها العاملون أباريق الماء الخاصة بقضاء الحاجة بعبوات المشروبات البلاستيكية، فضلاً عن عدم وجود حديقة للزوار والمرضى، وكثرة وجود الحيوانات الأليفة كالقطط والكلاب داخل سور المستشفى، إلى جانب غياب عنصر المحافظة على أسرار المرضى في قسم الطوارئ، حيث يلاحظ تجمع المرضى ومرافقيهم أمام طاولة طبيب الطوارئ، وعدم إعطاء المريض فرصة كافية لنقل شكواه للطبيب. ورصد تقرير الهيئة أيضاً ضعف وكساد في أطباء الطوارئ بالكشف على المريض، وضعف التفاعل مع الحالات، وعدم الكشف بالطرق الملائمة عن حالة المريض، إضافة إلى وجود طبيب واحد للرجال والنساء في النوبة الواحدة، ومنع مرافقي النساء من الدخول معهن إلى الأطباء الرجال. وكشف التقرير عن إغلاق عيادة الأنف والأذن والحنجرة، وعدم وجود طبيب متخصص في الأنف والأذن والحنجرة، وطبيب عيون وطبيب مخ وأعصاب، إلى جانب وجود دورة مياه في قسم الطوارئ للرجال تنبعث منها الروائح الكريهة إضافة إلى سوء النظافة، ووجود دم على أرضية غرف الكشف بالإسعاف والطوارئ، فيما تستخدم غرف الطوارئ للتخزين العشوائي، إلى جانب تعطل جهاز القلب وحفظ مستلزمات علاجية في دورات المياه، وسوء النظافة بقسم الطوارئ، خصوصا نظافة أغطية الأسرة وتهالكها وسوء نظافة الأرضية وتناوب العديد من المرضى والمراجعين لأقسام الطوارئ على سرير واحد لا يخلو من الأوساخ والقاذورات. ولفت التقرير إلى تعطل أجهزة غسيل الكلى بسبب عدم وجود بطارية "upc"، وسوء نظافة قسم الكلى بشكل عام، وسوء التعقيم والنظاقة اليومية، وانبعاث الروائح الكريهة من القسم، وعدم اهتمام موظفي الكلى بالنظافة الشخصية للملابس الخارجية، ووجود بقع دم عليها، فضلاً عن سوء التكييف غير الملائم لمرضى الكلى، إضافة إلى تأخر افتتاح مبنى الأشعة المقطعية حتى الآن، وعدم صرف جهاز الأشعة منذ أن تم إنشاؤه. وأشار التقرير إلى دمج عيادات في عيادة واحدة وهي الجلدية والعظام والمسالك، إضافة إلى ضيق مساحة غرف العيادات، واحتواء كل عيادة على بابين، إلى جانب سوء نظافة أرضيات الحمامات بالعيادات الخارجية واتساخها بالأتربة، وعدم توفر مواد تنظيف، ووجود أسلاك عارية وتمديدات للسباكة الخارجية تسبب تشويهات لعيادة الأنف والأذن والحنجرة، فيما أدى تدني مستوى النظافة إلى انتشار كثيف للصراصير والحشرات الزاحفة والضارة بالمستشفى. ولاحظ التقرير أيضاً دمج عمل موظفي الإيرادات والدخل في برنامج العلاج بأجر مع مكتب العيادات الخارجية، واستخدام مبنى الأشعة مكاتب لهم. وأشار التقرير أيضاً إلى عدم وجود غرفة عزل في التنويم وكذلك استراحة للرجال، فيما لا يوجد استقبال للعيادات الخارجية لتنظيم دخول المرضى، إلى جانب عدم الاهتمام بملفات المرضى المترددين على العيادات وإهمال مرضى السكري ومرضى ارتفاع الضغط، مؤكدا عدم وجود جهاز استدعاء، إضافة إلى دخول الطعام المعد خارج المسشتفى للمرضى والمنومين.