عطاف المالكي يعجبني حرف الدال هذا الذي نأى بنفسه عن كل طامع، ولم يقترن بأي كائن بشري، حرف الذال حرف محايد، بل يكاد الحرف الوحيد الذي جاور علامة التعجب، واختار مقعده في زاوية بعيدة عن الحروف الهجائية جميعها، علما أن شقيقه وتوأم روحه حرف الدال حشري ومتطفل، يدس أنفه فيما يجهله البتة، ولا يعنيه! ويختار مقاسا فضفاضا أكبر من حجمه، وأصبح عنوانا للأبهة الكاذبة ولصيق عشاق الصدارة، الذين يعتقدون أن حرفه يغطي قصورهم الفكري، وغباءهم الأسطوري، المموه بسذاجتهم، وعقدهم النفسية..!؟ سأخبركم بسر.. كنت سابقا مغرورة به، وقبل أن أنطقه أعتدل في جلستي، وأقول في سري كيف أستجمع العبارات المبجلة! احتراما وتقديرا له! أما الآن فأصبحت أشك به كثيرا، عندما وضعت أولى خطواتي في الحرم الجامعي، علمونا أنه من المحظورات أن تنادي أحد منسوباته متجردا من حرف الدال، وممنوع منعا باتا إلا أن تبدئي بحضرة الأستاذ أو الأستاذة، وبعده الدال ثم اسمه المبجل! ومن كثرة كتابته على الجداول واللوائح والمذكرات والكتيبات والملازم والاستبيانات، أصبح لا لون له ولا طعم! عزيزي حرف الدال أنت الآن في النزع الأخير، وقداسة حرفك ذهبت هيبتها، وما زال عشاق الأضواء يتمسحون ببركاتك، التي غابت عنها آيات الرقية الشرعية، الكل يريد وصالك ليمارس تخلفه، ويرمي علينا ضحالة أفكاره المستهلكة، ليضحك على نفسه ثم علينا، ويصدق كذبته، وينتقل بين الصحف والمجلات، وهات يا لقاءات ومقابلات وذهب حرف الدال وجلس حرف الدال واتكأ ونام وشرب و.. و.. مثال من بعض افتراءاته. دكتورة وهمية استعارت حرفه لسبع سنوات كاملة في إحدى الكليات ومارست عملها تحت مسماه..!! وخرجت أفوجا ودفعات من الطالبات وأكثرهن حصلن على تقدير مقبول في مادتها! وسيادتها لم تحصل أصلا على شهادة جامعية! وبعد مرور السبع العجاف اكتشف أمرها! ليس من إدارة التعليم العالي وإنما وشاية من إحدى زميلاتها في المهنة ومن نفس جنسيتها، يا للمهزلة سبع سنوات وهي تمارس عملها ولم تكتشف؟!... مشكلة دكتورتنا الوهمية أنها تحرّم العطر ووضع أدوات التجميل بحجة أنها تغيير لخلقة الله؟!! وتضيع محاضرتها حسب مقتضى مزاجها وحاله وهذا حرام وهذا يجب ويجوز وهذا مكروه مغلظ! بينما حرف الدال المستعار الذي التصقت به زورا وبهتانا وعاثت به فسادا لا حرج فيه والخافي من غض الطرف أعظم! ربما هناك مئات على نسق سالفة الذكر ولم يكتشف أمرهن بعد! بظنكم، كم نحتاج من الزمن الضوئي لتنظيف الساحة المهنية والطبية من براثن الغش والخداع ونتخلص من عقدة "الدال" التي أصبحت ملازمة للبعض الذين لا يعترفون بقدراتهم العقلية المحدودة.. ثلة من المزورات!! يفردن عضلاتهن وهن يجهلن أبسط الأسس التربوية، والمضحك أنهن يأمرن بالمعروف وينهين عن المنكر عندما يتقمصن دور الداعيات الناصحات! نحن لا نلومهن بل نلوم بعض القوانين منتهية الصلاحية ليلعبن بها ورقة رابحة وينفثن سمومهن الممتلئة حقدا على هذا البلد، والسؤال الذي نطرحه بما أنهن أجدن دور المفتيات: ما حكم حرف الدال الوهمي الذي حمل اسماءهن هل هو محرم أم مكروه أم جائز؟!