يلتقي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز في جدة اليوم، الرئيس المصري المستشار عدلي منصور، في أول زيارة خارجية له مند توليه رئاسة البلاد في يوليو الماضي، وغداة احتفال مصر بالذكرى ال40 لنصر أكتوبر في 1973. وسيتم خلال اللقاء، بحث العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها في مختلف المجالات بالإضافة للقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وأكدت الرئاسة المصرية أمس أن السعودية ساندت إرادة الشعب المصري. وقال السفير إيهاب بدوي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة، إن "الدور السعودي ساهم في توضيح وإجلاء الصورة الحقيقية لثورة 30 يونيو باعتبارها ثورة شعبية تصحيحية على الأوضاع التي سبقتها، والتي شهدت انحرافا عن أهداف ومبادئ ثورة 25 يناير 2011 وما حملته من تطلعات وطموحات للشعب المصري". وأضاف أن "مصر والسعودية هما قطبا التفاعلات في النظام الإقليمي العربي، وعليهما يقع عبء تحقيق التضامن العربي والوصول إلى الأهداف التي تتطلع إليها الشعوب العربية"، مشددا على أن وحدة الهدف والمصالح المصرية- السعودية وأمن الخليج جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري. وحول الزيارة، قال الدكتور عزازي علي عزازي القيادي بجبهة الإنقاذ والتيار الشعبي ل"الوطن"، إن "الزيارة تعكس أهمية العلاقة بين القاهرة والرياض، خاصة أن السعودية كانت أول دولة اعترفت بثورة 30 يونيو، وقدمت بشكل مباشر دعما ماديا واقتصاديا لمصر، كما كان لخادم الحرمين الشريفين موقف مشرف تجاه مصر، فضلاً عن رغبة الحكومة السعودية والشعب السعودي في تحقيق الاستقرار لمصر، كما أنها عملت على الصعيد الدولي على وقف التهديدات التي كان يشنها الغرب على مصر". وبدوره، قال الدكتور عبدالحكيم الطحاوي، عميد معهد الدراسات والبحوث الآسيوية بالقاهرة، ل"الوطن"، إن "العلاقة بين مصر والسعودية متميزة نظرا للمكانة التي يتمتع بها البلدان على الأصعدة العربية والدولية. فعلى الصعيد العربي يؤكد التاريخ أنهما يمثلان أكبر قوى في العلاقات والتفاعلات في النظام الإقليمي العربي ويقع عليهما العبء الأكبر في تحقيق التضامن العربي، كما أن التشابه في التوجهات السياسية بين البلدين يؤدى إلى التقارب إزاء العديد من المشاكل والقضايا التي تواجه الوطن العربي والعالم الإسلامي. ومنذ تأسيس المملكة أدركت قيادات البلدين وبكل وضوح الأهمية الاستراتيجية للعلاقات المصرية السعودية". وفيما احتفل الشعب المصري أمس بذكرى انتصار أكتوبر في كافة ميادين البلاد، وقعت اشتباكات في أماكن متفرقة بين قوات الأمن وأنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، ما أسفر عن مقتل 34 شخصا وإصابة 209 آخرين، وفقا لإعلان مدير الإدارة المركزية للرعاية الحرجة بوزارة الصحة خالد الخطيب. واندلعت اشتباكات متفرقة بعد الظهر بين أنصار ومعارضي مرسي وكانت قوات مكافحة الشغب تقوم بتفريق الإسلاميين بالقنابل المسيلة للدموع وبطلقات الخرطوش وبالرصاص المطاطي بمجرد أن يبدأ عدد من المشاركين في تجمعاتهم بالتزايد. كما تمكنت قوات الأمن من إحباط محاولتين لاقتحام ميدان التحرير من قبل مجموعتين من أنصار تنظيم الإخوان المسلمين لإفساد الاحتفالات. وجاءت المحاولة الأولى من ناحية كورنيش النيل بالقرب من السفارة البريطانية، فيما كانت الثانية من ناحية ميدان طلعت حرب. واعتقل الأمن 7 أشخاص بحوزتهم ألعاب نارية كانوا ضمن مسيرة تضم نحو 2000 شخص من عناصر الإخوان في إحدى محطات المترو في طريقهم للانضمام إلى التجمعات الموجودة أمام مسجد الفتح بميدان رمسيس بوسط العاصمة القاهرة. كما قام أنصار الإخوان بقطع حركة مترو الأنفاق في محطة كلية الزراعة بشبرا الخيمة، ما أدى لتوقف القطارات وتسبب في اشتباكات مع عدد من الركاب والمواطنين داخل المحطة، حتى قامت قوات الأمن بالسيطرة على الموقف وإعادة تشغيل قطارات المترو مرة أخرى. وفي إطار تأمين قوات الأمن للطرق المؤدية لميدان التحرير لمنع وصول مسيرات جماعة الإخوان المسلمين إليها اضطرت قوات الأمن إلى إطلاق الغاز المسيل للدموع على مسيرة لأنصار جماعة الإخوان في شارع التحرير بالدقي قبيل وصولها إلى كوبري قصر النيل ومنه إلى ميدان التحرير. في غضون ذلك، واصلت الطائرات الحربية والمروحية تحليقها في سماء ميدان التحرير والميادين المصرية المختلفة بالقاهرة والجيزة ومختلف المحافظات في إطار احتفالات مصر والقوات المسلحة حيث يتم إسقاط الأعلام المصرية، بينما تقوم الطائرات المقاتلة بعروض جوية لمشاركة أبناء مصر المحتشدين بالميادين احتفالاتهم بذكرى انتصارات السادس من أكتوبر عام 1973. ..والدعم الخليجي "يعافي" الاقتصاد القاهرة: الوطن أكد رئيس مجلس الوزراء المصري الدكتور حازم الببلاوي، أن هناك مؤشرات مطمئنة على أن الاقتصاد المصري بدأ يتماسك ويستعيد صحته، مؤكداً أن النجاح الاقتصادي يقوم على دعامتين هما الكفاءة والعدالة. وقال، في كلمة بمناسبة الذكرى الأربعين لحرب أكتوبر 1973، إنه "بعد أن استعاد الأمن الكثير من قوته وعافيته، وبدأت مسيرة البناء الديموقراطي في طريقها، فإن الاقتصاد المصري قد بدأ بدوره في اليقظة، بعد الدعم الخليجي، وقد استعادت السوق تفاؤلها كما تظهره المؤشرات في زيادة الاحتياطي النقدي، واستقرار أسعار الصرف وتحسنها، وازدهار البورصة، ورفع القيود من الدول الأجنبية على حظر السياحة إلى مصر أو تخفيفها، فضلاً عن المساندة الجادة والمخلصة من أشقائنا في دول الخليج والتي تدعم مسيرتنا". وأضاف أن "مصر تنادي أبناءها بالعودة إلى حضنها، بلا انقسام أو شقاق، مع التطلع إلى المستقبل، ولنا في روح أكتوبر الملاذ والخلاص". من جهته، قال عمرو موسى، المرشح الرئاسي السابق ورئيس لجنة الخمسين لكتابة الدستور، إن "مصر تخوض معارك ضد الإرهاب والفوضى، وتستهدف كتابة دستور يلبي آمال شعبها وتطلعاتها، وسوف تنتصر وتباهي العالم بأمنها وأمانها وبدستورها وديموقراطيتها ومسيرتها إلى التقدم والرخاء والاستقرار". وقال حمدين صباحي، المرشح الرئاسي السابق ومؤسس التيار الشعبي، إن "سيناء التي تحررت بالعبور من الاحتلال الصهيوني الغاشم، تتحرر الآن من الإرهاب بوحدة الشعب والجيش ووضوح الطريق والإصرار على النصر". في غضون ذلك، قتل شرطي أمس برصاص مسلحين أثناء توجهه لمقر عمله بقسم شرطة ثالث العريش، حيث أصيب بطلقات نارية في الصدر والبطن وتهتك في الجمجمة ولقي مصرعه في الحال. بدورها، ضبطت قوات حرس الحدود 10 عبوات ناسفة شديدة الانفجار معدة للتفجير عن بعد وخمسة قواذف لإطلاق الصواريخ في المنطقة الواقعة غرب خط الحدود الدولية برفح.