مريم الحربي آه يا لوجود... كم ابتسمت لك وأنت لها ظالم... كم لك عذرا التمست وأنت لها منكر. آه يالوجود عندما المسكينة تطأطئ رأسها لك احتراما وأنت تجلد ظهرها بالسياط؟! آه يالوجود حينما لا يحق لها رفع الصوت، أو الدفاع عن عرض لا تملك حق الدفاع عنه ولو قطعته إربا إربا أيها الوجود؟! آه يالوجود لو سبرت غور إحدى ضحاياك لحرمت أن تنعتك بالوجود؟!!! كم سيطرت وحكمت وتحكمت أيها الوجود؟! سيطرت لأنك ظننت أو صدقت أنك وجود أبدي موجود كما نعت ذاتك. وحكمت من كان في نظرك أضعف منك!! وتحكمت لأنه بزعمك أنك حق وغيرك باطل!! آه يالوجود ؟!!! ألم تعلم أنني الأخت "أنا وهي" كائن حي فرض الله عليك وجوده شئت أم أبيت!! ألم تعلم أنك لولا الله الأخت "أنا وهي" لم تك موجودا!! قف مليا تذكر فكر أيها الوجود. أيها الوجود.. من بسببه بعد الله وجدت، من رعاك، من بين ذراعيه الضعيفتين احتضنك.. من فتح لك صدره الحنون؟! أيها الوجود.. "هي وأنا" فمن نلوم؟! أنلومك يا وجود أم نلوم ملهمك الحسود الحقود؟!!! أنلوم الزمان الكؤود. أم نلوم ما استقيته من شربات الأمس العتيق؟!!! أيها الوجود.. إلى متى ما زلت ترانا "هي وأنا" سبب الهزات المزعة، سبب الزلزلة، من يجلب العار والدمار والشنار؟! أيها الوجود.. أما آن لك أن تنسى مثلك "النار ولا العار" الذي تضربه كلما استشطت غضبا، وامتلأت كيدا وحقدا، لتقذف به الأخت "هي وأنا" الممقوتة، الجالبة للضيم والعار على حد رأيك كلما استطعت أن تنهض من حضنها، لتتحرر من كفالتها، ورأيت أنك قادر على أن تمشي وحدك دون أن تمسك الأخت "هي وأنا" بيدك؟! آه يالوجود عندما لا تملك الأخت "هي وأنا" غير سبيل الدموع طريقا، والآهات الحارقة رفقيا، والذكريات المحزنة صديقا قريبا؟! آه يالوجود.. ليتك من غفوتك تفوق، وإلى طريق الحق تتوق!!.