انتقد عضو هيئة كبار العلماء السعودية، المستشار بالديوان الملكي، الشيخ عبدالله بن سليمان بن منيع تقاعس الكثير من الأئمة في عدد من مساجد وجوامع المملكة عن تأدية واجباتهم ومسؤولياتهم بالشكل المطلوب. وطالبهم خلال المحاضرة التي ألقاها مساء الأربعاء المنصرم، ضمن الندوة التي نظمها فرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بمكة المكرمة ضمن فعاليات الندوة الشهرية الثالثة لتعزيز الوسطية والأمن الفكري ومكافحة الغلو بقاعة دار الحديث المكية بمكة المكرمة، بالتخلي عن الإمامة والخطابة في تلك المساجد والجوامع وترك المسؤوليات في حال عدم تمكنهم من تأدية رسالتهم وواجباتهم بالصورة الصحيحة التي أوكلت إليهم من ولاة الأمر. ودعا ابن منيع إلى عدم انتظار المكافأة والحوافز المالية والمعنوية من البشر. والنظر إلى المثوبة والأجر من رب البشر؛ متسائلا كيف يكون الإمام والخطيب قدوة لغيره وهو يتخلف عن مسؤولياته التي يجب عليه القيام بها؟ مشددا على أن يعكس الأئمة صورة تنم عن مظهرهم وأن يكون باطنهم مثل علانيتهم وبإعادة دور ورسالة المسجد والجامع في توعية أفراد المجتمع والنصح والتوجيه لهم. وأشار ابن منيع إلى الكثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تؤكد على يسر وسماحة الدين الإسلامي والعمل على تحقيق مقاصد الشريعة وتطالب بحفظ وحماية ورعاية وتحريم الضرورات الخمس للفرد (الدين، العقل، المال، العرض والدم). وبين ابن منيع أن على الإمام والخطيب النصح لعامة المجتمع والأخذ بمبدأ (الدين النصيحة) والبحث عن معالجة قضايا ومشاكل المجتمع عبر منابر الخطب ومناقشتها مع عامة المجتمع من أجل إصلاحها ومعالجتها بالصورة التي أمرنا بها الإسلام ووجهنا إليها، وأن يكون لدى خطباء المساجد مجال في إزالة الحرج وكشف الشبهات وحل القضايا سواء العقدية أو الشرعية وأيضا الاجتماعية وتبيان الأمور السيئة والتحذير منها، والعمل على رد وردع المنكرات والحث على الأمور التي فيها استقامة وسلامة ورفعة المجتمع وتقدمه. وتساءل ابن منيع عن أسباب غياب دور الإمام في مناقشة المأمومين بعد تأدية الصلوات؛ فالمأموم وبمجرد انتهائه من تأدية الصلاة والسنن يهم بمغادرة المسجد راكضا، ولم يعد للمسجد دور كما في السابق من حيث النصح والتوجيه والسؤال والاستفسار والبيان عن أمور الدين من عامة المجتمع وخطباء وأئمة المساجد والجوامع.