لم تعد أرقام مخرجات برنامج الابتعاث الخارجي مجرد أعداد تزداد في كل عام، بل تحولت إلى منجزات وطنية، أراد لها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، أن تكون كذلك، بعد تبنيه رؤيته الخاصة بإعداد أجيال متميزة لمجتمع معرفي مبني على اقتصاد المعرفة، ومؤخرا أعلنت وزارة التعليم العالي أن أعداد المبتعثين في برنامج الابتعاث الخارجي بلغت "148،229" مبتعثا، تخرج منهم منذ عام 2007 حتى عام 2013 أكثر من 47 ألف مبتعث ومبتعثة. ويأتي ذلك تأكيدا على أن تمديد البرنامج لمرحلة ثالثة يعد منجزا حضاريا ضخما سيفتح آفاقا لطلاب المملكة للمزاوجة بين التجربة المحلية، والتجربة العالمية في مجال التعليم العالي، والبحث العلمي. أتاح البرنامج لأبناء المملكة فرصة الابتعاث للتعليم الجامعي، والعالي في عدة تخصصات علمية تحتاجها معظم القطاعات الحكومية والأهلية، تشمل دراسة الطب البشري، والعلوم الطبية، والصحية في المرحلة الجامعية "البكالوريوس"، فيما يشمل البرنامج تخصصات متنوعة في مرحلة "الدراسات العليا الماجستير، والدكتوراه". وفي قراءة لبرنامج الابتعاث، قال نائب رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون لشؤون التلفزيون الدكتور عبدالله الحمود ل"الوطن"، إن البرنامج الخارجي يتميز بتنوع التخصصات التي درست بعناية كبيرة، وسوف ينعكس إيجابيا على سوق العمل الحكومي والأهلي، ومسيرة التنمية التي تشهدها المملكة"، مشيرا إلى أن النسبة العظمى من الطلاب سوف تعود للوطن، لتكون ذراعا مساهما بفاعلية. ويرى أن نجاح البرنامج يعكس المساواة بين أبناء الوطن كافة، والحاجة الفعلية لسوق العمل المستقبلي، موضحا أن البرنامج أصبح أنموذجا تستفيد منه الدول الأخرى، وأسهمت الخبرات الممتدة في تقليص الإخفاقات والمشاكل التي كانت تكتنف التجارب الأولى، حتى غدا بكل جوانبه أكثر نضجا، لناحية تطبيق المعايير الأكاديمية التي تخفض نسبة التسرب. وعبر الحمود عن أمله في استمرار البرنامج في العطاء خلال الأعوام المقبلة، نظرا لأنه يحاكي احتياج المجتمع، كون أن الفائدة منه تتمثل في تلبيته لتطلعات الشباب والمؤسسات التعليمية.