شككت واشنطن أمس في مصداقية القائمة التي تسلمتها منظمة حظر الأسلحة الكيماوية من دمشق خلال الأيام الماضية، وتساءلت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية ماري هارف، أمس: "هل هذا هو كل المخزون السوري من هذه الأسلحة الفتاكة، أم أن هناك مفاجآت أخرى مخفية؟". وبدوره، أفاد المتحدث باسم المنظمة مايكل لوهان، بأنه ستتم مقارنة محتويات القائمة السورية مع المعلومات الموثقة التي تملكها للتأكد من احتوائها على كامل المخزون السوري. وفيما وافقت المعارضة السورية على المشاركة في "جنيف 2" أمس، انتقد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، محاولات الحصول على قرار أممي باستخدام القوة ضد نظام دمشق. يأتي ذلك، فيما يعمل فريق سوري "متطوع"، على جمع أكبر قدر من الأدلة ضد الأسد، لتقديمها لمحكمة الجنايات الدولية، لمحاسبته وأركان نظامه بتهم "جرائم حرب".
أبدت الولاياتالمتحدة دهشتها من حجم الترسانة الكيماوية التي يمتلكها نظام الأسد، مشيرة إلى أن القائمة التي تسلمتها منظمة حظر الأسلحة الكيماوية من دمشق خلال الأيام الماضية تشير إلى أن النظام السوري يمتلك ترسانة ضخمة. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية ماري هارف في تصريحات صحفية أمس "ما حوته القائمة السورية كان مذهلاً. وهناك تساؤلات ملحة في الوقت الحالي، هل هذا هو كل المخزون السوري من هذه الأسلحة الفتاكة، أم أن هناك مفاجآت أخرى لا تزال مخفية؟". وتابعت أن القائمة مشجعة وتدعو للتفاؤل. وأن المسؤولين بواشنطن مندهشون ومتشجعون إزاء الكشف السوري، الذي كان كاملا على نحو لم يكن متوقعاً. وكان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس حذر أواخر الأسبوع الماضي من أن تقاعس حكومة الأسد عن الإفصاح بشكل كامل عن كل مخزونها من شأنه أن يدفع القوى العالمية للسعي إلى تحرك فوري من جانب مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وقال إذا كانت الوثائق غير مكتملة "فسيحال هذا الأمر مباشرة إلى مجلس الأمن". من جانبها قالت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية إن الأمانة الفنية للمنظمة تقوم حالياً بدراسة المعلومات التي تم تلقيها، وإن دمشق استكملت تسليم جرد كامل مخزونها الكيماوي، بالتزامن مع انتهاء المهلة التي حددها وزير الخارجية الأميركي جون كيري بأسبوع، وذلك بموجب اتفاق جنيف الأخير. وقال المتحدث باسم المنظمة مايكل لوهان إن الوقت لا يزال مبكراً للإدلاء بأي تعليق حول القائمة السورية وما إذا كانت مكتملة أم لا، وأضاف "تسلمنا القائمة وهناك مختصون يراجعونها بدقة للتأكد من احتوائها على كامل المخزون السوري الذي نملك معلومات موثقة عن كثير من تفاصيله، وسنقارن جميع المعلومات حتى نصل للحقيقة. في غضون ذلك، انتقدت روسيا أمس ما قالت إنه محاولات غربية لاستخدام اتفاق القضاء على الأسلحة الكيماوية السورية للحصول على قرار من الأممالمتحدة باستخدام القوة ضد حكومة الرئيس بشار الأسد. وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إنهم "لا يرون في الاتفاق الأميركي الروسي فرصة لإنقاذ العالم من كميات كبيرة من الأسلحة الكيماوية في سورية وإنما كفرصة للقيام بما لن تسمح به روسيا والصين. تحديدا الدفع بقرار يتضمن (التهديد) باستخدام القوة ضد النظام". وأضاف أن روسيا مستعدة لإرسال قوات إلى سورية لضمان سلامة مفتشي الأسلحة الكيماوية التابعين للأمم المتحدة.