حدد زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ الأمريكي هاري ريد اليوم الاثنين موعداً لتصويت تجريبي يوم بعد غد الأربعاء على قرار طلبه الرئيس الأمريكي باراك أوباما للتصريح بضربات عسكرية ضد سوريا. وقال "ريد" إن المجلس سيصوت يوم الأربعاء على إن كان سيبدأ النظر في قرار غير حزبي يحتاج إلى 60 صوتاً لتجاوز العقبات الإجرائية في المجلس المؤلف من 100 عضو. وليس مؤكداً في الوقت الحالي إن كان القرار سيجتذب مثل هذا التأييد من الأعضاء.
وحث "ريد" الأعضاء على دعم القرار قائلاً: "الجلوس على الهامش ليس هو ما جعل الولاياتالمتحدةالأمريكية أعظم دولة في العالم في السنوات الماضية... الجلوس على الهامش لن يجعلنا دولة أفضل غداً".
وفي سياقٍ متصل، قال البيت الأبيض اليوم إن 14 دولة أخرى وقّعت على بيان يدين سوريا بسبب هجوم بالأسلحة الكيماوية يوم 21 أغسطس ويدعو إلى رد دولي قوي لمحاسبة الحكومة السورية.
وترفع الدول الإضافية إجمالي من يدعمون البيان إلى 25 دولة في حين تسعى الولاياتالمتحدة لحشد التأييد الدولي لضربات عسكرية ضد سوريا. وقال البيت الأبيض إن من بين الدول الإضافية الإمارات وقطر.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني إن الإدارة الأمريكية تدرس اقتراحاً روسياً بالعمل مع سوريا لتأمين ترسانتها من الأسلحة الكيماوية لكنها متشككة في رد مبكر من وزير الخارجية السوري الذي بدا أنه يرحب بالفكرة.
وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره الروسي سيرجي لافروف بحثا مسألة الأسلحة الكيماوية السورية في اتصال هاتفي اليوم الاثنين.
وجاء الاتصال بعدما اقترحت روسيا أن تضع سوريا مخزونها من الأسلحة الكيماوية تحت رقابة دولية لمحاولة تجنب ضربات عسكرية أمريكية محتملة.
وقالت المتحدثة باسم الوزارة "ماري هارف" إن الولاياتالمتحدة ستنظر بجدية في اقتراح روسي بوضع الأسلحة الكيماوية السورية تحت رقابة دولية لكنها متشككة.
وقالت "ماري هارف": "سيكون علينا أن ننظر بجدية في البيان الروسي... لكي نفهم بالضبط ما يقترحه الروس هنا". وأضافت "بالتأكيد لدينا بعض الشك الجدي".
وفي وقتٍ سابق من اليوم الاثنين، حثّت روسيا سوريا على وضع أسلحتها الكيماوية تحت رقابة دولية أملاً في أن يحول ذلك دون تعرضها لضربات عسكرية أمريكية عقاباً على هجوم بالغاز يزعم أنها نفذته وقالت حكومة الرئيس بشار الأسد إنها ترحب بالاقتراح.
وقال وزير الخارجية الروسي إنه نقل الفكرة إلى نظيره السوري وليد المعلم أثناء محادثات في موسكو وإن روسيا تتوقع "رداً سريعاً.. وأتمنى أن يكون إيجابياً".
وأضاف "لافروف": "إذا كان وضع الأسلحة الكيماوية "في سوريا" تحت رقابة دولية سيفسح المجال تجنب الضربات فسنبدأ العمل مع دمشق فوراً".
وقال "المعلم" للصحفيين في وقتٍ لاحق إن بلاده ترحب بالاقتراح. ولم يقل "المعلم" صراحةً إن سوريا وافقت على تنفيذ الاقتراح ولكنه لمّح فيما يبدو إلى أنها ستوافق عليه إذا كان سيؤدي إلى امتناع الولاياتالمتحدة عن تنفيذ ضربات عسكرية.
وقال "المعلم" إن سوريا ترحب بالمبادرة الروسية بدافع من قلق القيادة السورية على أرواح مواطنيها وأمن البلاد وبدافع أيضاً من ثقتها في حكمة القيادة الروسية التي تحاول منع "عدوان أمريكي على شعبنا".
ويبدو أن روسيا تستغل فكرة طرحها وزير الخارجية الأمريكي على الرغم من أنه سرعان ما أوضح أنه لم يكن يقدم عرضاً جدياً. فرداً على سؤال لصحفي في لندن حول ما إذا كان هناك ما يمكن أن تفعله أو تعرضه حكومة "بشار" لمنع أي هجوم قال "كيري": "بالتأكيد.. يمكنه تسليم كل أسلحته الكيماوية للمجتمع الدولي خلال الأسبوع المقبل. يسلمها كلها دون تأخير ويسمح بتقديم كشف كامل بها ولكنه لن يفعل ذلك ويستحيل تحقيق ذلك".
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية في وقتٍ لاحق إن "كيري" كان يتحدث بشكل مجازٍ عن استحالة أن يسلم "بشار" الأسلحة الكيماوية التي ينفي استخدام قواته لها في هجوم الغاز السام الذي وقع في 21 أغسطس في ضواحٍ تسيطر عليها المعارضة في دمشق.
غير أن روسيا التي تعارض الضربات الأمريكية وتحمل مقاتلي المعارضة المسؤولية عن الهجوم الكيماوي تحدته فيما يبدو أن يثبت على قوله.
وقال "لافروف" إنه بالإضافة إلى وضع ترسانة الأسلحة الكيماوية تحت الرقابة الدولية تحث موسكو سوريا على تدمير هذه الأسلحة في النهاية وأن تصبح عضواً كاملاً في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.
ويبدو أن هدف الاقتراح الروسي أو على الأقل أحد أهدافه يتمثل في الضغط على الولاياتالمتحدة لإظهار صدق مخاوفها من الأسلحة الكيماوية وأنها لا تستغل هجوم 21 أغسطس ذريعة للتدخل العسكري.
وشكك "المعلم" في الدوافع الأمريكية خلال مؤتمر صحفي مع "لافروف" عقب محادثاتهما اليوم الاثنين وقال إن القنوات الدبلوماسية الرامية لحل هذه القضية لم تستنفد بعد.
واتّهم "المعلم" "أوباما" بمساندة إسلاميين متطرفين وشبّه الحادث على ما يبدو بهجمات 11 سبتمبر 2001 في الولاياتالمتحدة متسائلاً: كيف يمكن ل"أوباما" أن يدعم من فجروا مركز التجارة العالمي في نيويورك؟.