سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
هذا ما أؤمن به.. وأتعايش من خلاله المواطنة ليست شعرا ينظم وكلمات تنثر، ثم سرعان ما يختفيان في صفحات التاريخ، إنما هي فعل وتجاوب وغيرة تفعل على أرض الواقع، ولذا علينا أن نجدد الثقة برجال ونساء بيننا.. لا يقبلون بالظلم
المواطنة تعني إيمانك بأن وطنك هو ملاذك الآمن بعد الله سبحانه.. وهو الحضن الدافئ.. المواطنة تعني إيمانك أن كرامتك لا تتحقق إلا على أرضه وتحت سمائه، هو عشق لا ينقطع ولا ينزوي.. ولتكن في حبك مؤمنا بواجبك تجاهه كما أنت مؤمن بحقك فيه، وعندما تطالب بحقك لا تجزع ولا تخنع، فالقوانين وضعت لحمايتك ومن أجلك.. فالتزم بها وتعهد برعايتها وحمايتها من إفساد المفسدين. لتكن مؤمنا أن المواطنة ليست شعرا ينظم وكلمات تنثر، ثم سرعان ما يختفيان في صفحات التاريخ، إنما هي فعل وتجاوب وغيرة تفعل على أرض الواقع، ولذا علينا كمواطنين أن نجدد الثقة برجال بيننا ونساء.. لا يقبلون بالظلم ولا يسكتون عليه، ويسعون لإحقاق الحق أينما وجد، في حين نجد حولنا من يحاول الترصد بنا فيعمد إلى نشر الشكوك لمجرد أن أحدهم تعثرت قدماه هنا أو هناك مدعين أنهم لنا من الناصحين.. حالهم هذا يذكرني بالرجيم عندما قال لوالدينا آدم وحواء: (وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين) فكانت نتيجة إنصاتهما له (فدلاهما بغرور فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوآتهما)، هذه النهاية أخافها على نفسي قبل أن أخافها على غيري، فالواجب أن ننشر الوعي ونعمد للتفريق بين الغث والسمين، علينا أن ندرك أن الطريق ها هنا إن كان غير معبد فهناك الطرق مسيرة وممهدة، شمر عن ساعديك يا أخي وأكمل طريقك، لا تقف لتسمع من يحاول إيهامك بأن لا حق لك، أو أن حقك منقوص، أو أنه من الحكمة التراجع عن خطط عشت حياتك تخطط وتعمل بجد لتعيش ضمنها وبها ومعها، أو أن الأمر ليس بيدك أو بيد غيرك.. أو أن قرار الهدم لا رجعة فيه، ولا تسمع لصوت عمد لإقرار الخطأ موحيا إليك أن مخالفة أحدهم للقانون مبررة، وأن المبررات ولو لم تكن عادلة فأمرها نافذ لا مجال لغيرها، قف مجددا وسر منتصب القامة مؤمنا بنفسك وبوطنك الذي لن يخذلك بحول الله سبحانه. لا تتردد مطلقا في رفع الأمر لولاة الأمر لو استلزم الأمر.. واترك الأمر بعد توكلك على الله سبحانه بين أيديهم، وإياك أن تسمح لأحد أن يجرك إلى اليأس أو يحطم أحلامك في جني ثمار جهدك.. أو المطالبة بحقك، وإن كنت بحاجة إلى وطنك، فوطنك بحاجة إليك قويا حكيما محبا ومخلصا. ليكن إيمانك بقدراتك وبحقك جزءا من وطنيتك، ونجاحك هو نجاح وطن ظل دوما يتطلع إليك بحنان الأم وحزم الأب الغيور، تأمل النخلة فهي كوطنك لا يعرف الانكسار بإذن الله سبحانه.. سخي في كل أوقاته، عطاؤه لا ينقطع، وأخيرا لنستمد قوتنا كوطن ممن خلقنا، ولنتوكل عليه أفرادا وجماعات، ولنستحضر نعمه التي لا تعد ولا تحصى، له الحمد كما يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه. هذا ما أؤمن به وأدعو له.. وأتعايش من خلاله.