اليوم الوطني يوم فرحة ويوم شكر لله تعالى، لقاء ما منح هذه البلاد بفضله ومنه، من أمن بعد خوف، ووحدة بعد شتات، وغنى بعد فقر، وعيش بعد جوع، وعلم بعد جهل، وراحة بعد تعب.. والشكر يستوجب السكينة والتوجه للمنعم بالقلب والجوارح بأن يديم على هذا الوطن وأهله نعمة الإسلام والأمن والعيش الرغد المفقودة بالكثير من بلاد العالم، وأن يجنبه فعل المنكرات وأهلها، وأهل الحسد والحقد والفرقة والإلحاد، ويحفظه من شر كل من يريد زعزعة أمنه واستقراره داخليا وخارجيا. كما أن الشكر يستلزم العمل في جميع الأحوال والمجالات بجد وإخلاص وأمانة وذمة على رفعة شأنه وتثبيت أركانه والحفاظ على مكتسباته. وعمل وبذل وتقديم كل ما يمكن أن يرفع من مكانة وقدر أبنائه صحيا ومعيشيا وعلميا وأمنيا ومعنويا. ولا يترك ذلك على عاتق الدولة وحدها بل الجميع مسؤول حسب القدرة، وعلى جميع المستويات دون تفرقة أو تهميش أو تسويف أو اتكال. الوطن للجميع وخدمته والحفاظ عليه واجب الجميع، وحتى يكون الضعيف به قويا حتى يحصل على جميع حقوقه، وتؤمن له جميع متطلباته الممكنة. إن حب الوطن من الإيمان لذلك يجب أن نضعه في مقلة عيوننا حفاظا عليه، ويجب أن ندرك أنه كما يوجد الكثير من أبنائه الذين يعملون ليلا ونهارا على خدمته ورفعة شأنه يوجد كذلك من يحاول جاهدا للنيل منه والتخريب له. البعض قد يعمل ذلك بدون قصد تهورا أو حماسا في غير محله، وما يفعله البعض بمناسبة اليوم الوطني خاصة بعض الشباب هداهم الله من إفراط في الاحتفالات يصل لدرجة التهور والتخريب والاعتداء والإيذاء للغير، ولو بدون قصد؛ فإن ذلك ليس من الشكر ولا من مصلحة أو حب الوطن والحفاظ عليه وعلى مكتسباته؛ بل قد يصل والعياذ بالله إلى الكفر بأنعم الله. لذا على العقلاء كالأهل والدعاة وبعض الشباب أنفسهم ومسؤولو الجامعات والمدارس والمساجد وغيرهم، دور وواجب في توضيح الهدف والمغزى من الأيام الوطنية للغير، خاصة الشباب الذين قد يقوم بعضهم بذلك حماسا إيذائيا وتعبيرا تخريبيا دون قصد، ولا يتركوا للحاقدين والمرجفين من أعداء الوطن أو المتهورين والجهلاء فرصة للتخريب والاعتداء والإيذاء مما يحزن الصديق ويفرح العدو أو الحاسد. كما أن على رجال الأمن، وكذلك المواطن وهو أيضا رجل أمن، دورا مهماًّ يتمثل بردع كل من تسول له نفسه استغلال هذه المناسبة الطيبة والفرحة الغالية على نفوسنا وتوضيفها في غير محلها.. مما قد يتسبب في حصول بعض المنكرات والتخريب والإيذاء بحق هذا الوطن الغالي وأهله وسكانه مما يدعوا البعض إلى الزهد والامتعاض من ذكر وزمن الأيام الوطنية رغم أهميتها ونبل أهدافها ومقاصدها. ولا يندرج ذلك على الاحتفالات البريئة والمطلوبة بحق الوطن وهي أقل ما يمكن أن نعمله له، وإظهار الفرح والسرور بهذا اليوم الغالي الذي جمع الله به شتات هذه الأمة تحت راية التوحيد خفاقة إلى الأبد إن شاء الله.. فدام عزك يا وطن..