أغلق الاحتلال الإسرائيلي جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية أمس، وحتى مساء اليوم، في وقت فرض فيه قيودا مشددة على وصول المسلمين إلى المسجد الأقصى المبارك؛ بمناسبة عيد الغفران اليهودي. وانتشرت قوات كبيرة من الجيش والشرطة الإسرائيلية في شوارع القدس، وتحديدا على مداخل القدس القديمة وأزقتها وعلى بوابات المسجد، إذ منعت من هم دون سن 45 عاما من سكان القدس والداخل الفلسطيني وجميع سكان الضفة الغربيةوغزة من الوصول إلى المسجد لأداء صلاة الجمعة. وفي وقت بدت فيه ساحات المسجد الأقصى خالية من المصلين، فإن مئات المصلين الشبان أدوا الصلاة في آخر نقطة تمكنوا من الوصول إليها في محيط أسوار القدس القديمة. وقد أعلن الجيش الإسرائيلي فرض طوق أمني شامل على جميع الأراضي الفلسطينية، بدءا من أمس وحتى منتصف ليل اليوم؛ بمناسبة حلول عيد الغفران اليهودي. وقال الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أفيحاي أدرعي "تم فرض طوق أمني على المناطق الفلسطينية حتى منتصف ليلة السبت-الأحد بمناسبة حلول يوم الغفران لدى الشعب اليهودي باستثناء الحالات الإنسانية". وتتوقف الحياة بشكل كامل في يوم الغفران، إذ تغلق جميع المؤسسات والمدارس وتتوقف السيارات عن الحركة، وتغلق المطارات والموانئ ومحطات التلفاز. من جهة أخرى، نظمت حركة الجهاد الإسلامي وجناحها العسكري سرايا القدس أمس مسيرة ضمت آلاف المحتجين في مدينة غزة، وذلك نصرة للمسجد الأقصى ورفضا للمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية. وردد المشاركون في المسيرة التي حملت شعار "القدس نحميها معا ونحررها معا"، عدة هتافات بينها "لبيك يا قدس". وقال أبو أحمد المتحدث باسم سرايا القدس في كلمة له خلال المسيرة التي انتهت في شارع غرب مدينة غزة "إن سرايا القدس تعد وتجهز نفسها لمعركة القدس والأقصى القادمة". وأضاف "نخرج اليوم وتصادف الذكرى العشرين للمسيرة المشؤومة المسماة أوسلو التي حاولوا خلال العشرين عاماً الماضية طمس مدينة القدس والمسجد الأقصى وتمرير الهزيمة وزرعها في عقولنا وقلوبنا". وتابع مخاطبا المتظاهرين "رسالتكم للعالم أجمع وللكيان الصهيوني على وجه الخصوص: إن القدس والأقصى مازالا حاضرين في ذاكرتنا، وفي صواريخنا، ولا يمكن أن يغيبا". بدوره قال محمد الهندي القيادي في حركة الجهاد خلال كلمة له إن "الأقصى في خطر حقيقي، يجب على كل الفصائل أن تنسى كل المزايدات الرخيصة بينها لتتوحد من أجل الأقصى والقدس". واعتبر أن "المسيرة السياسية هي مسيرة عقيمة لا أمل فيها، وهي خدمة مجانية للعدو الصهيوني والعودة إلى المفاوضات ترجمته سياسة الاحتلال بشكل جلي ليصبح تهويد المدينة (القدس) برنامجا يوميا في ظل الغياب العربي والإسلامي واستمرار المفاوضات". وترفض الجهاد الإسلامي وحماس المفاوضات التي استؤنفت مؤخرا بين الفلسطينيين وإسرائيل بجهود أميركية. وستطرح على طاولة المفاوضات قضايا "الوضع النهائي"، وهي حق العودة لنحو خمسة ملايين لاجئ فلسطيني، وحدود الدولة الفلسطينية المقبلة، ومصير القدس، ووجود المستوطنات في الضفة الغربيةالمحتلة التي يقيم فيها أكثر من 360 ألف مستوطن. إلى ذلك أعلنت وزارة الأسرى والمحررين الفلسطينيين أن 13378 أسيراً قد أفرج عنهم في إطار المفاوضات والعملية السلمية منذ توقيع إعلان المبادئ باتفاق أوسلو في مثل هذا اليوم من عام 1993 حتى أمس. وأوضح مدير دائرة الإحصاء في الوزارة عبدالناصر فروانة في بيان له، أن المفاوضات والعملية السلمية والاتفاقات المبرمة حققت الكثير من النجاحات وتمكنت من إطلاق سراح نحو 11250 أسيراً خلال الفترة الممتدة ما بين توقيع اتفاقية أوسلو يوم 13 سبتمبر 1993م حتى 28 سبتمبر 2000م وهؤلاء يشكلون ما نسبته 90 بالمائة من مجموع الأسرى آنذاك. وأضاف فروانة أنه وبالإضافة إلى ذلك نجحت المفاوضات في إطلاق سراح 2128 أسيراً منذ عام 2000 حتى اليوم، وذلك خلال 8 دفعات كان آخرها الدفعة الأولى من الأسرى القدامى وعددهم 26 أسيراً الذين أطلق سراحهم منتصف أغسطس الماضي. وكانت دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية اصدرت أمس كشف حساب لانتهاك إسرائيل للاتفاق، قالت بأنه منذ عام 1998، انتهكت إسرائيل الاتفاق من خلال الاستمرار في بناء وتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية، بما في ذلك القدسالشرقية وما حولها، وبالتالي تغيير وضع الأرض الفلسطينية المحتلة، على حد سواء جسديا وديموجرافيا. ومنذ عام 1995، بنت إسرائيل أكثر من 50 ألف وحدة استيطانية مما زاد عدد المستوطنين ثلاثة أضعاف في الأراضي الفلسطينية المحتلة حيث يعيش أكثر من 550 ألف مستوطن حاليا.