فيما يفترض أن تتميز المخططات الجديدة بالجبيل بخدمات الصرف الصحي والمياه والشوارع الجيدة، إلا أن كل ذلك لا يبدو متوفرا في حي الجوهرة بالجبيل، الذي ليس له من اسمه نصيب، كما يظهر في المشهد العام للحي الحديث بالمحافظة، في ظل الضعف الواضح في البنية التحتية المتعلقة بالطرق والمياه، التي جعلت الأمور أكثر صعوبة على قاطني الحي. وفي جولة تفقدية بالحي، لم تجد "الوطن" صعوبة في العثور على أحد السكان، ليتحدث عن مشاكل الحي، حيث قال يوسف بن راشد، إن فكرة الرحيل من الحي تراوده بشكل جدي بعد أن يئس من حلول مناسبة لمعاناة الحي مع الطرق والحفريات التي تملأ الحي. ويضيف: إنه وضع مزرٍ، فرغم أن الحي حديث، إلا أن الطرقات متهالكة بشكل كبير، كما أن أعمال الحفريات لا تنتهي ولا تثمر شيئا ملموسا، سوى مزيد من التعرجات. أما المياه فحدث ولا حرج، حيث يضطر السكان إلى إحضار مولدات لرفع المياه إلى الخزانات في أعلى المباني، بسبب ضعف تدفق المياه، أما العثور على مدخل رئيس للحي فهو أمر لا يمكن وصف صعوبته في ظل غياب مدخل رسمي للحي، والنتيجة- كما يقول- مزيد من الحوادث بسبب حركات الالتفاف التي تقوم بها المركبات عند الدخول للحي. وفي ذات السياق، أكد إبراهيم جابر رغبته في رؤية الحي بشكل أكثر نظافة، متسائلا: ما الذي يمنع أن يكون الحي أكثر نظافة، مع تزيينه بأرصفة متكاملة، وزرع الأشجار على جنبات الطرق؟. ودعا أعضاء المجلس البلدي إلى القيام بزيارات منتظمة للحي، مؤكدا أنها ستكون كفيلة بردم الهوة بينهم وبين متطلبات الناس، خاصة أنها مشروعة وأساسية ولا تشكل عائقا كبيرا، كما أنها من صميم عملهم، إذ يجب أن يكونوا على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقهم، أما إن كانوا عاجزين، فيجب تدخل أمانة الشرقية بشكل مباشر لإنهاء معاناة السكان في حي الجوهرة. من جهته، أكد عضو هيئة المهندسين السعوديين في الجبيل المهندس العمراني صالح بن محمد اليامي ل"الوطن"، وجود قصور في الأفق التخطيطي للجبيل، فمثلا نجد أن المخططات التي تعاني من مشاكل خدمية مثل الطرق والصرف الصحي، لا يتم البدء بحلها، إلا بعد أن تكون هذه الأحياء معمورة بالسكان، وهو ما يسبب حالة عدم رضا بين السكان، إضافة إلى السلبية في التخطيط، خاصة وأن التمدد السريع للمدن والمحافظات متواصل، بينما الخدمات لا تسير مع هذا النمو وهذا لب المشكلة. وأوضح اليامي أن سوء مخرجات تخطيط المدن في المملكة، أدى إلى حدوث كثير من التعديلات عليها، فالمدن في المملكة تخضع لكثير من التعديلات في الأنظمة والمخططات دون أي اعتبار لما اتفق عليه سلفاً، فمن الممكن أن تتحول الأحياء السكنية إلى عمائر ووحدات سكنية متعددة، وهذا التغيير يحدث خللاً في البنية التحتية خاصة في الكهرباء والمياه والصرف الصحي، لذلك نجد أن غالبية المدن في المملكة تعاني من اكتظاظ سكاني بشكل لافت؛ وهذا يعود إلى سوء التخطيط وعدم الالتزام بالمخططات. وعن الحلول المقترحة لحل هذه المشكلات القائمة، دعا اليامي إلى انتهاج حلول آنية ومرحلية لإصلاح الوضع القائم، مبيناً أنها عملية صعبة وشاقّة وتتطلب الكثير من الوقت والجهد والموارد، كونها تحتاج إلى تطوير على مدى قصير وطويل حتى نصل إلى مدن تتحول لمفهوم الاستدامة. إلى ذلك، قال المتحدث الرسمي باسم المجلس البلدي بالجيل نايف الشمري إن حي الجوهرة كغيره من الأحياء السكنية في الجبيل، الذي تمت زيارته من قبل اللجان المختصة والمجلس البلدي، وجرى تدوين الملاحظات والتوصية بالعمل على التنفيذ، وإزالة المعوقات التي تواجه السكان، مؤكدا أن هناك اهتماما بتجميل عدد من الأحياء في الجبيل وسيعمم العمل مستقبلا على كافة الأحياء.