عادت عمليات تصفية واغتيالات الخصوم السياسيين، التي ينفذها حزب الله للساحة اللبنانية من جديد، بعد أن دافع الحزب عن نظام الرئيس السوري بشار الأسد، بالمال والسلاح والرجال، حسب وثائق استخباراتية تحتفظ بها "الوطن". وكشفت الوثائق أن الحزب يتجه بالتنسيق مع نظام دمشقوطهران إلى تصفية خصوم الأسد السياسيين، بعد أن أبدى نظام دمشق خوفا ملموسا من ضربة تشير المعلومات إلى أنها ستكون قاصمة، وليست تجميلية. وأكدت الوثائق أن حزب الله يخطط لاستهداف فريق 14 آذار، الذي يعارض النظام السوري بصورة تامة، فيما وقف فريق 8 آذار الذي ينتمي إليه "حزب الله" في الطرف المقابل، وفق معادلة "الممانعة والمقاومة"، التي توفر لها كل من دمشقوطهران غطاء سياسيا وعسكريا وماليا. وصادق النائب اللبناني التابع لتيار المستقبل خالد الضاهر على معلومات "الوطن" المبنية على تلك الوثائق، وأكد في تصريحات خاصة وجود أشخاص يعملون بتمويل من "حزب الله"، على تصفية خصوم نظام دمشق، ووجد الضاهر نفسه على رأس تلك القائمة التي يسعى الحزب للتخلص منها دفاعا عن نظام الأسد. وقال: "عدة مرات يعترف لي أشخاص مدفوعون من ذلك الحزب بأنهم تلقوا أموالا لقتلي، وهو ما قاد وزير الداخلية مروان شربل، إلى تحذيري من الحركة دون حراسة شخصية مشددة، بل وأمر بزيادة أعضاء فريق الحماية". واعتبر الضاهر أن كل من يتعاون مع حزب الله، يضع نفسه في إطار منظومة أمنية، تعمل على الرصد والمتابعة والتنفيذ، في وقت كشف فيه عن إحصاء الحزب عبر أعضاء تابعين له، أسماء ومواقع لشخصيات يخطط الحزب للتخلص منها بشكل أو بآخر. ومضى الضاهر يقول "حزب الله يعمل وفق خطة استخباراتية كاملة، تمهيدا لعمليات القتل، وكل القيادات المعارضة للتوسع الفارسي الإيراني في المنطقة، تأتي على رأس قائمة الاغتيالات". وكانت "الوطن" نشرت في 7 يوليو الماضي، معلومات استخباراتية بناء على وثائق حصلت عليها، تشير إلى احتمال عودة حزب الله، بالتنسيق مع طهرانودمشق، إلى استراتيجية تصفية المعارضين لسياسية ونظام الأسد. كما كشفت نتائج تحقيق تفجيرات الرويس في الضاحية الجنوبية، وتفجير طرابلس في الشمال اللبناني، الذي لحقه بأقل من أسبوع، عن تكتيك مشابه، يعمل على تنفيذه مؤيدو النظام السوري، وحزب الله، وهو ما فرض قيودا على تحركات أعضاء في تيار 14 آذار، الذي يعد العدو اللدود لنظام الأسد في لبنان. من جهة أخرى، حذرت المعارضة السورية، مما قالت إنه حشد من قبل النظام، للهجوم بالسلاح الكيماوي من جديد، بناء على تحركات لقوات الأسد، في مواقع تم تحديدها، بناء على معلومات استخباراتية. وكشف المتحدث باسم الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة خالد صالح، عن معلومات مؤكدة تشير إلى تحرك 3 قوافل عسكرية تحمل أسلحة كيماوية، وصلت إحداها إلى مطار الضمير العسكري، بينما استقرت الأخرى في محافظة درعا. وأبدت المعارضة مخاوفها من نية النظام استخدام هذه الأسلحة ضد مدنيين أبرياء. من جهة أخرى، شنت القائمة العراقية بزعامة إياد علاوي هجوما على أحزاب وشخصيات عراقية لم تسمها، تتبنى المواقف الإيرانية تجاه القضية السورية، وقال عضو القائمة النائب حيدر الملا في مؤتمر صحفي عقد في مبنى البرلمان أمس: "نقف دوما مع الشعوب وليس مع الأنظمة، ولذلك نعارض استخدام القوة العسكرية ضد الشعب السوري".