هدد ممثلو الحراك الجنوبي في مؤتمر الحوار الوطني في اليمن المستمرة أشغاله منذ 18 مارس الماضي، بالانسحاب منه نهائيا بعد أن علقوا مشاركتهم في جلساته منذ ثلاثة أسابيع. وأوضح رئيس فريق القضية الجنوبية محمد علي أحمد، أنه لمس في الفترة الأخيرة مواقف تجعل ممثلي الحراك يدرسون خيار الانسحاب الكامل من مؤتمر الحوار، من دون أن يخوض تفصيلا في الأمر. ويعتبر تصريح أحمد هو الأسخن في سلسلة تصريحاته الأخيرة منذ تعليق الحراك مشاركته في جلسات الحوار، ويأتي في ظل تطورات متصاعدة فيما يخص التوجه لحل القضية الجنوبية، وعدم قدرة القوى الجنوبية بما فيها فصائل الحراك الجنوبي، على توحيد رؤيتها وقيادتها لمواجهة الاستحقاق، الذي من المنتظر أن يحسم في أمره مؤتمر الحوار وقد لا يأتي متوافقا مع رغبة الفصائل الأشد تمسكا بمطلب انفصال جنوب اليمن عن شماله. واتهم أحمد من أسماهم "المتنفذين في صنعاء" الذين قال إنهم "يراهنون على شق وحدة الصف للجنوبيين من مجموعة ال85 ممثلين الحراك الجنوبي الحامل الوحيد لقضية الجنوب"، مؤكدا أن "لا عودة إلى الحوار إلا عند استلامنا رداً على ما تقدمنا به في رسالتنا إلى رئيس الجمهورية ورئيس المؤتمر"، الرئيس هادي، مطالبا أن يكون اعتراف المؤتمر واضحاً وصريحاً في حق الجنوب وشعبه في اختيار مستقبل دولته. وأشار إلى رفض الاعتذار للجنوب الذي وجهته الحكومة مؤخراً بشأن حرب 1994، وقال إن الرفض يأتي لأسباب عديدة في حين سبق وأن رحب بالاعتذار واعتبره "خطوة على طريق الألف ميل" حسب تعبيره قبل نحو أسبوع. وامتنع أحمد وأعضاء الحراك الجنوبي عن حضور جلسات مؤتمر الحوار، حتى يتلقون استجابة لمطالبهم المتمثلة بالانتقال إلى تفاوض ندي بين الشمال والجنوب، على أن يتم خارج اليمن، وهو ما ترفضه رئاسة مؤتمر الحوار حتى اليوم. على صعيد آخر، أعلن مصدر أمني أمس، أن قوات مكافحة الإرهاب اعتقلت ثلاثة من عناصر تنظيم "القاعدة" بمحافظة تعز، مساء أول من أمس، كانوا يخططون للقيام بعملية اغتيالات لقيادات أمنية وسياسية عدة في المحافظة. وأشار المصدر إلى القبض على 3 آخرين متهمين بقضايا قتل، حيث يجري استكمال الإجراءات القانونية معهم، بالإضافة إلى ضبط 50 دراجة نارية مخالفة. في غضون ذلك، بدأت اللجنة الرئاسية المكلفة بإنهاء التوتر في منطقة دماج بمحافظة صعدة، تنفيذ خطتها لسحب الانتشار المسلح في عدد من المواقع، والتي شهدت اشتباكات مسلحة أسفرت عن سقوط عدد من القتلى والجرحى بين الحوثيين والسلفيين في المنطقة.