تجري في العاصمة اليمنية صنعاء مشاورات مكثفة لإقناع ممثلي الحراك الجنوبي بالعدول عن قرار الانسحاب من مؤتمر الحوار، واشتراطهم في رسالة للرئيس اليمني العودة بنقل الحوار إلى خارج اليمن، والبدء بالتنفيذ الفوري للنقاط المتعلقة بالحلول العاجلة لقضية الجنوب. وقال أحمد بن مبارك امين عام مؤتمر الحوار ل"الرياض" إن هناك مشاورات مكثفة بين هيئة رئاسة مؤتمر الحوار الوطني والرئيس عبدربه منصور هادي لإقناع عناصر الحراك بالعودة الى الحوار، وأكد ابن مبارك أن لا نية لنقل مؤتمر الحوار الى الخارج. وعلمت "الرياض" من مصادر في رئاسة مؤتمر الحوار الوطني وفريق القضية الجنوبية أن قرابة 12 شخصية من ممثلي الحراك المشاركين في الحوار وصلوا الى صنعاء امس برئاسة نائب رئيس مؤتمر الحوار ياسين مكاوي، لإجراء المشاورات بعد قرارهم تعليق مشاركتهم في الحوار الذي اصيب بالشلل على مدى الايام الاخيرة منذ ان استأنف المؤتمر أعمالة عقب إجازة عيد الفطر الثلاثاء الماضي وهو الموعد الذي بدأ ممثلو الحراك مقاطعتهم لأعمال المؤتمر. رسالة ممثلي الحراك دفعت الرئيس هادي الى عقد اجتماع استثنائي مع هيئة رئاسة مؤتمر الحوار الخميس للوقوف على الاشتراطات التي طرحها رئيس فريق القضية الجنوبية لمواصلة المشاركة في الحوار. بعض المشاركين في فريق القضية الجنوبية أبدوا تفهما لمطالب ممثلي الحراك بعد اتهامهم القوى التقليدية النافذة بصنعاء بعدم الجدية في حل القضية الجنوبية. أما آخرون يعتبرون استمرار مقاطعة اعضاء الحراك الجنوبي يهدد الحوار بالفشل كما قالت بلقيس اللهبي نائب رئيس فريق القضية الجنوبية. أحمد القنع المتحدث باسم فصيل الحراك المشارك في المؤتمر قال ل"الرياض" ان عودتهم الى الحوار مرهونة بالرد الذي سوف يتلقوه من الرئيس هادي. وكان رئيس فريق القضية الجنوبية محمد علي احمد بعث رسالة إلى الرئيس عبدربه منصور هادي يعلن فيها أن فريقة لن يعود الى الحوار الا بشرط تحويل الحوار إلى "تفاوض ندي بين الشمال والجنوب وفي دولة محايدة تختار من قبل رعاة المبادرة الخليجية" لنقل السلطة. كما طالب القنع الذي يقود فصيل الحراك الجنوبي البالغ عدده 85 ممثلاً من أصل 565 هي قوام مؤتمر الحوار ب"تحديد برنامج زمني وآلية لعملية التفاوض وخارطة طريق لتنفيذ المخرجات، وأن تضمن الدول الراعية للمبادرة الخليجية ومجلس الامن تنفيذ الحلول المتفق عليها للقضية الجنوبية". كما اشترط للعودة الى المشاركة في فرق الحوار الوطني البدء الفوري بتنفيذ النقاط العشرين والإحدى عشرة والتي تتضمن الاعتذار للجنوب عن حرب صيف 1994 واتخاذ خطوات عملية لحل قضايا المبعدين قسرا من المؤسسة العسكرية والامنية والمدنية من ابناء الجنوب بعد الحرب، ومعالجة قضايا الاراضي المنهوبة وغيرها من المعالجات المقترحة في طريق حل عادل للقضية الجنوبية. وأتهم أحمد وهو أحد أبرز القادة الاقوياء في الجنوب القوى الرئيسية المشاركة في مؤتمر الحوار بعدم الصدق والجدية وعدم الاعتراف بالأخطاء التي وقعت بحق الجنوب وهو ما يعطي اشارات غير مطمئنة بشأن مخرجات الحوار. وقال في رسالته الى هادي "أن المكونات الرئيسية لمؤتمر الحوار استخدمت كوسيلة لحل تناقضاتها على حساب القضية وكان المنتظر أقلها، الاعتراف بخوض حرب 94 ضد الجنوب والاعتذار الذي لم يحدث، فكيف نأمل بالخروج إلى نتائج مرضية والمكونات الرئيسية تفتقر إلى الصدق والاعتراف بالأخطاء؟". وعلى الرغم من اتهام بعض الاطراف لممثلي الحراك بممارسة نوعا من "الابتزاز" لتحقيق بعض المكاسب، إلا أن آخرون يعتبرون قرار مقاطعة الحوار جاء ليربك المشهد السياسي، خاصة وأن هذا المكون الجنوبي هو الفصيل الوحيد في الحراك الذي شارك في الحوار، علاوة على أن هذا القرار يأتي قبيل اسابيع فقط من انتهاء اعمال الحوار المقررة منتصف سبتمبر القادم.