تأجل عرض قاتل شرورة، الذي أقدم على ذبح زوجته وأبنائه، حيث كان من المقرر عرضه على قضاة محاكم نجران أمس، بعد أن تم نقله من شرورة إلى سجن نجران العام وعلمت "الوطن" أن الجاني أودع في غرفة منفردة بسجن نجران العام، وسط حراسة مشددة بالتناوب "الخفارة" عليه بين رجال الأمن العاملين في شعبة السجن العام بالمنطقة، خاصة بعد أن أقدم على محاولة الانتحار في سجن شرورة. وكشفت المصادر أن سلوك القاتل كان عاديا جدا ويتصف بالهدوء. وبعد أن تم تداول أنباء عن بدء محاكمة القاتل، أكد المتحدث الرسمي لسجون المملكة العقيد الدكتور أيوب بن نحيت في اتصال هاتفي مع "الوطن" أمس، أن الجاني لم يذهب إلى رئاسة محاكم المنطقة وسوف يتم كشف المستجدات مستقبلا، مشيرا إلى أن التحقيق لم ينته مع الجاني من قبل الجهات الأمنية المختصة. إلى ذلك، توافد المئات من المعزين في الضحايا إلى أقاربهم وذويهم في شرورة وسط أجواء محزنة، حيث خيم الحزن على أقاربهم الذين لا يزالون في حالة ذهول من أثر الصدمة التي هزت شرورة. وطالب أقارب وذوو القاتل بعرضه على طبيب نفسي للتأكد من صحته ومن أنه بكامل قواه العقلية. وعلى غير العادة، عاد منسوبو ابتدائية الملك خالد بمحافظة شرورة إلى مدرستهم، معلمين وطلابا، يملؤهم الحزن والأسى على فقيد المدرسة الذي قضى نحبه قتلاً على يد أبيه هو وإخوانه الثلاثة. "الوطن" قامت بزيارة إلى المدرسة، وتحدث المعلم نايف القحطاني، أحد المعلمين الذين أشرفوا على تدريس الطالب الفقيد عبدالله صالح قائلاً: "رحم الله عبدالله، فقد كان مثالا للطالب المجد المثابر الهادئ في طبعه وفي تعامله مع كل زملائه، ومحبوبا من الكل. وعند سؤاله عن كيفية تلقيه الخبر، قال: تلقيت الخبر في اليوم التالي للحادث عن طريق أحد الزملاء بالمدرسة وعندما رأيت الصور كنت أسأل الله أن لا يكون معهم، لأني على علم بأن عبدالله لا يسكن مع أبيه بل يسكن عند أمه، وعندما حضرت للمدرسة تأكدت من بعض المعلمين من الخبر وكانت فاجعة بالنسبة لي، حيث إنها لم تكن وفاة طبيعية بل جريمة بشعه هزت وأحزنت المجتمع السعودي بأكمله. وقال "المعلم" مفرح حريصي، إنه تلقى خبر وفاة عبدالله بصدمة كبيرة، حيث كان شخصا هادئا في الفصل، على خلق كبير مع معلميه وزملائه، و"على مدى سنتين أشرفت على تدريسه فيهما لم أشهد أي شكوى منه من زملائه، وكان يمتاز بالذكاء وسريع الفهم وكان محبوبا من قبل الجميع في المدرسة، ومن حبي لهذا الطالب النجيب ما زلت إلى الآن محتفظا بورقة إجاباته لاختبار العام الماضي إلى وقتنا هذا". ويقول وكيل المدرسة فهد الغامدي: كان عبدالله من فئة الطلاب الخلوقين الهادئين، وخبر وفاته كان فاجعة للمدرسة برمتها وقد لاحظت أن جميع زملائه في الفصل طلبوا النقل من الفصل الذي كان يجمعهم به، فمنهم من طلب نقله خارج المدرسة، ومنهم من طلب الذهاب إلى فصل آخر، وعندما سألت أحد زملائه الذين تقدموا بطلب نقل عن سبب رغبته في النقل من الفصل، قال لي: "خليها على الله يا أستاذ النفس والله عافت كل شيء". ويقول الطالب يوسف الصيعري، أحد زملاء عبدالله المقربين وقد ظهر عليه التأثر: "الله يرحمه، لا أتخيل المدرسة بعده كيف سيكون منظرها"، وانصرف ودموعه في عينيه. وكانت محافظة شرورة التي هزها نبأ الجريمة قد شيعت جثامين الضحايا الجمعة الماضية وسط أجواء من الحزن وتم نقل القاتل وسط حراسات أمنية مشددة من شرورة إلى شعبة سجن نجران العام.