رغبة في إخفاء ترسانتها العسكرية، ولحماية جنودها من تبعات الضربة العسكرية الغربية لنظام الأسد بسبب استخدامها للأسلحة الكيماوية ضد المدنيين، بدأت قوات النظام السوري في الاستعانة بالمدارس والجامعات كمخابئ، بصفتها مناطق يمنع دولياً قصفها واستهدافها. وقالت مصادر داخل المعارضة إن الحكومة نقلت عشرات الصواريخ والقاذفات من قاعدة عسكرية في شمال دمشق لحمايتها. وأضافت أن قوات النظام بدأت بنقل مقارها الأمنية والاستخباراتية إلى مباني المدارس والجامعات سعياً منها لتوفير ملاذ آمن ضمن مناطق سكنية آمنة. ولم تكتف سلطات دمشق بنقل مقارها الأمنية فحسب، بل بدأت بنقل صواريخ سكود وقواعد إطلاقها من قواعدها شمال دمشق إلى جهات لم يتم تحديدها خوفاً من تعرضها للقصف. وأكدت لجان التنسيق أن النظام قام بقطع التيار الكهربائي عن القطع العسكرية في جبل قاسيون، وكذلك عن قصر الشعب في دمشق. لمنع تعقب الآليات التي تحمل تلك الصواريخ. وأضافت بأن قوات الأسد نقلت عدة صواريخ سكود وعشرات القاذفات من قاعدة في شمالي دمشق. وأن نقل الأسلحة من موقعها عند سفح جبال القلمون وهي من المناطق شديدة التسليح في سورية يبدو جزءاً من عملية إعادة انتشار احترازية ولكن محدودة لعتاد في مناطق بوسط سورية لا تزال تحت سيطرة قوات الأسد. وأضافوا أن هجمات المعارضة والمعارك قرب الطرق الرئيسة عرقلت عملية نقل أوسع لمئات القواعد الأمنية والعسكرية في أنحاء البلاد. وكانت قوات من جيش الأسد قد بدأت خلال اليومين الماضيين عملية إعادة انتشار واسعة تحسباً للغارة الأميركية المتوقعة. وعند مقر الكتيبة 155 وهي وحدة صاروخية تمتد قاعدتها على طول الطرف الغربي للطريق السريع الرئيسي في سورية الممتد بين دمشق وحمص شاهد أفراد استطلاع من المعارضة العشرات من القاذفات المتنقلة لصواريخ سكود تنسحب في ساعة مبكرة أمس. وقالت مصادر عسكرية في المعارضة إن شهوداً رأوا صواريخ ملفوفة بأغطية فوق القاذفات وشاحنات تنقل صواريخ ومعدات أخرى. إلى ذلك أكدت ذات المصادر أن المخاوف زادت وسط ضباط الجيش من تداعيات الهجوم الغربي المحتمل، مشيرة إلى تنامي الغضب وسط قطاعات عريضة من القيادات العسكرية بسبب استخدام السلاح الكيماوي، مما أدى إلى انشقاق عدد كبير من الضباط والقادة. وقال المتحدث باسم الائتلاف الوطني المعارض، خالد صالح "ليل أول من أمس حصل الائتلاف على معلومات مؤكدة تفيد بانشقاق عدد كبير من الضباط، الذين قرروا خلع لباسهم العسكري، وارتداء ملابس مدنية ومغادرة البلاد". وتزامنت مخاوف النظام من العمليات العسكرية التي هدَّدت بتنفيذها واشنطن مع إعلان الجيش الحر جاهزية كاملة لإنهاء المعركة مع قوات النظام، وهي التصريحات التي أكدها رئيس الائتلاف أحمد الجربا، الذي أكد أن العملية العسكرية ستغير ميزان القوى على الأرض. وأضاف أن أي ضربة للنظام ستسقطه، وأن الجيش الحر مستعد للمشاركة في هذه المعركة. وتزامن التحرك الجديد من قبل قوات النظام مع ارتفاع أصوات طبول الحرب في سورية.